أعلنت المحكمة العليا في البيرو أن رئيسها دوبيرلي رودريغيز قدم استقالته الخميس بعد بث تسجيلات تسمع فيها أصوات قضاة يساومون بشأن عقوبات لقاء مبالغ مالية. وكتب رودريغيز في رسالة نشر مضمونها على موقع «تويتر»: "نظرا للازمة التي تواجهها المؤسسة القضائية (وهي الأعلى في البلاد)، أقدم استقالتي". وكان رودريغيز يتعرض لضغط زملائه في المحكمة العليا ليقدم استقالته حتى يتمكن شخص آخر لا علاقة له بالفضيحة إطلاقا، من إعادة تنظيم النظام القضائي. ووضع القضاء البيروفي الذي تهزه هذه الفضيحة (الأربعاء) «في حالة طوارئ» لمدة 90 يوما حسب الجريدة الرسمية. وقالت السلطات القضائية في قرارها "في مواجهة المشكلات القضائية من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة وفورية لإعادة عمل القضاء إلى طبيعته وفاعليته وشفافيته، ولتطويره". وقدم رئيس المجلس الوطني للقضاء أورلاندو فيلاسكيز أيضا استقالته بعد ثلاثة أيام على توليه مهماته بعد استقالة سلفه. وقال فيلاسكيز وهو سادس عضو يقدم استقالته من المجلس أن "انسحبنا يحفظ كرامتنا". ويمكن أن يستقيل العضو السابع والأخير في المجلس خلال الساعات المقبلة. وأقيل عدد من القضاة الذين طالتهم الفضيحة بينما أقال الرئيس مارتن فيزكارا وزير العدل سلفادور إيريزي. وقد دعا الجمعة إلى جلسة استثنائية للبرلمان لمناقشة إمكانية إقالة كل أعضاء المجلس الوطني للقضاء. وقال «من أجل ضمان إصلاح سليم للقضاء، طلبت من الوزير إيريزي الاستقالة»، مؤكدا أن "المرحلة التي تمر بها البيرو تتطلب عملا حازما". وعين الرئيس فيزكارا لجنة من ستة قضاة برئاسة المستشار السابق آلان واغنر لتقديم مقترحات لإصلاح نظام القضاء. وتجمع آلاف البيروفيين في شوارع عدد من مدن البلاد مساء (الخميس) وهم يهتفون "ليرحل كل الفاسدين". وجاءت هذه القرارات بعد أسبوع من نشر وسائل الإعلام البيروفية لتسجيلات يسمع فيها صوت القاضي في المحكمة العليا سيزار إينوستروزا وهو يتحدث عن قضية متهم باغتصاب فتاة في الحادية عشرة من العمر. وهو يسأل "أتريدون أن نخفض عقوبته أو نؤكد براءته؟".