في مفاجأة مثيرة، حذرت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، من احتمال ألا يكون هناك خروج من الاتحاد الأوروبي على الإطلاق بسبب «محاولات نواب تقويض خطتها في هذا الصدد». ونقلت صحيفة «ميل أون صنداي» أمس (الأحد) عن ماي قولها: «إن رسالتي للبلاد في نهاية هذا الأسبوع بسيطة ألا وهي أن علينا التركيز بشكل ثابت على الجائزة، إذا لم نفعل ذلك نخاطر بأن ينتهي بنا الأمر بألا يكون هناك خروج من الاتحاد الأوروبي على الإطلاق». وكان وزيران كبيران قد استقالا الأسبوع الماضي، احتجاجاً على خطط ماي للتجارة مع الاتحاد الأوروبي بعد انسحاب بريطانيا من التكتل في مارس القادم. وتعرضت خطة ماي بعد ذلك لانتقاد خلال مقابلة صحفية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وهو موقف تراجع عنه خلال اجتماع مع ماي (الجمعة). وكتبت ماي أيضاً، في ميل أون صنداي، أن بريطانيا ستتخذ موقفاً متشدداً في جولة المفاوضات التالية مع الاتحاد الأوروبي. وأشارت إلى أن «بعض الناس يسألون عما إذا كان اتفاق خروجنا من الاتحاد الأوروبي مجرد نقطة بداية لتراجعنا. دعوني أكن واضحة. اتفاق خروجنا من الاتحاد الأوروبي ليس قائمة رغبات طويلة يستطيع المفاوضون الانتقاء منها والاختيار. إنها خطة كاملة بمجموعة من النتائج غير القابلة للتفاوض». في سياق متصل، يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تجاوز البروتوكول الملكي، عبر الكشف عن مجريات لقائه الخاص مع الملكة اليزابيث الثانية، التي نقل عنها قولها: «إن بريكست مشكلة معقدة للغاية»، في مقابلة نشرتها صحيفة «ميل أون صنداي» أمس. وكان ترمب قابل الملكة يوم الجمعة الماضي في قصر وندسور، خلال زيارته التي تستمر 4 أيام لبريطانيا، وأثار خلالها غضب الحكومة، عندما انتقد طريقة إدارة رئيسة الوزراء تيريزا ماي ملف «بريكست»، وكشف بعدها للمعلق التلفزيوني بيرس مورغان، أنه ناقش مع الملكة مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال ترمب، في مقابلته مع «ميل أون صنداي»: «إن الملكة ذكرت - وهي محقة في ذلك - أن بريكست مشكلة معقدة للغاية، أعتقد أن لا أحد كان يتخيل كم ستكون معقدة، مضيفا أنه قال لماي»: «إن على لندن أن تحصل على استثناء حول بريكست من الاتحاد الأوروبي، بحيث يمكنها فيما بعد إبرام اتفاق تجاري شامل مع الولاياتالمتحدة». وزاد ترمب في المقابلة متحدثا عن ماي: «قلت لها: تأكدي من حصولك على استثناء حتى يكون لك مهما حدث الحق في إبرام اتفاق مع الولاياتالمتحدة». ورغم الخلافات مع ترمب، تأمل ماي في التوصل سريعا إلى مثل هذا الاتفاق بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي. وبعد حضوره قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقيامه بزيارة رسمية لبريطانيا، يمضي الرئيس الأمريكى نهاية الأسبوع في اسكتلندا قبل لقائه نظيره الروسى فلاديمير بوتين اليوم (الاثنين) في هلسنكي.