على الرغم من تأكيد وزارة الحج والعمرة بتخصيص رابط إلكتروني في موقع الوزارة للراغبين بالحج من المواطنين القطريين، في شهر ذي القعدة، وترحيبها بقدومهم عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، إلا أن النظام القطري لا يكف عن ذرف دموع التماسيح وتسييس فريضة الحج في المحافل الدولية عبر ادعاءات زائفة بمنع حجاجها من أداء فريضتهم. ولا تزال إدارة شؤون الحج والعمرة في وزارة الأوقاف القطرية تغلق باب التسجيل أمام مواطنيها على موقعها الإلكتروني (اطلعت عليه «عكاظ») منذ العام الماضي، فيما تستمر في الكذب وإطلاق البكائيات على المملكة، والزعم بمنع مواطنيها من الحج، بيد أن القطريين فضحوا كذب نظامهم بعد أن قدموا إلى المملكة للحج والعمرة. وأكدت وزارة الحج في بيان سابق، أنها ستخصص رابطاً إلكترونياً في موقعها للمواطنين القطريين الراغبين في الحج خلال شهر ذي القعدة، نظراً لعدم تجاوب مكتب شؤون حجاج قطر مع الجهات المعنية لإنهاء ترتيبات شؤون ومتطلبات الحجاج القطريين، وإضاعة الوقت دون تحقيق أي تقدم بإنهاء الإجراءات اللازمة لتمكين المواطنين القطريين من أداء فريضة الحج. ورحبت وزارة الحج والعمرة بقدوم القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج لهذا العام 1439ه عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، موضحة أنه يمكن للحجاج القطريين التعاقد على الخدمات التي يحتاجونها من (سكن ونقل وإعاشة) في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة مع المؤسسة الأهلية المعنية بخدمة الحجاج القطريين وحسب رغباتهم كغيرهم من الحجاج القادمين من مختلف دول العالم، وسيكون قدوم ومغادرة الحجاج القطريين عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، وعن طريق أي من شركات الطيران، ماعدا الخطوط الجوية القطرية. من جهته، دعا رئيس مجلس علماء باكستان، الدكتور محمد حافظ طاهر الأشرفي، النظام القطري للعودة إلى جادة الصواب، مؤكدا أن إيران تسعى إلى بسط نفوذها في قطر. وشدد الأشرفي في حديثه إلى «عكاظ» على ضرورة أن تستثمر الحكومة القطرية كافة الخدمات التي تقدمها الحكومة السعودية للحجاج القطريين وعدم اختلاق الأكاذيب، وبث الإشاعات، مضيفاً «الكل يعلم أن السعودية لم تمنع الإيرانيين من الحج، في دلالة قوية على أنها لا تسعى لتسييس الفريضة، ولا تخلط الحسابات السياسية بالحج، فكيف تمنع القطريين؟!». واستنكر رئيس مجلس علماء باكستان تسييس النظام القطري للحج، محذراً من خطورة الخطوة «جميع المسلمين يرفضون تسييس الحج؛ فالركن الخامس من الإسلام ليس ميدانا للسياسة». وأضاف «أنظمة المملكة العربية السعودية في ذلك واضحة في كبح و بكل حزم محاولات البعض تسييس الحج من أي دولة كانت»، لافتاً إلى أن مجلس علماء باكستان يقف مع الحكومة السعودية ويؤيد حزم المملكة في التصدي لمحاولات تسييس الحج و«منع التلاعب بأمور الحج و مشاعر الحجاج». وأشار إلى تأكيدات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتشرف المملكة بخدمة الحجاج والمعتمرين من جميع الدول. وتساءل مستنكراً «كيف بالحكومة القطرية تدعي ادعاءات كاذبة بأن الحكومة السعودية تمنع الحجاج القطريين من الحج و نحن رأينا و سمعنا ما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين من خدمات منذ وصول الحجاج القطريين وغيرهم إلى أراضيها وحتى عودتهم إلى بلدانهم. واعتبر الخبير الإستراتيجي العراقي معن الجبوري محاولة النظام القطري تسيس الحج بمحاولة يائسة لكسب الرأي العام العالمي والإنساني، واصفاً المزاعم القطرية ب«اللعبة المكشوفة التي لا تنطلي على أحد». وأكد الجبوري ل«عكاظ» أن النظام القطري الداعم لجماعة الإخوان وغيرها من الجماعات الإرهابية، بات مفضوحاً حتى أمام مواطنيه. وشدد على أن مواقف المملكة العربية السعودية ودورها الرائد في تقديم الخدمات والتسهيلات لضيوف الرحمن لا يمكن أن تغطيه «غربال الادعاءات»، مستشهداً بموقف المملكة مع العراق إبان حكم صدام حسين. وأضاف «للتاريخ، المملكة منحت الشعب العراقي أعداداً إضافية للحجاج لمساعدتهم وعلى نفقة المملكة، وتاريخ المملكة المشرف لا يمكن أن يكون إلا محط احترام وتقدير». واعتبر أن مبادرة المملكة تخصيص رابط لحجاج قطر «إنجاز يضاف إلى إنجازاتها المستمرة»، وأنه يعري مواقف النظام القطري أمام شعبه أولا وأمام العالم، مضيفاً «لا يمكن مقارنة المواقف القطرية المخربة والسلبية في الشعوب والدول العربية بمواقف المملكة العربية السعودية ودورها الرائد في زعامة الأمة ومواقفها النبيلة على جميع الصعد». صور الدكتور محمد الأشرفي صور معن الجبوري