يجسد السبعيني مناع جزاء المناع، نموذجا للصبر والإيمان بالقضاء والقدر، تجلى ذلك في إصابته بشلل رباعي إثر حادثة سير وقعت له قبل 37 عاما، أجبرته على المكوث في المستشفى العسكري بمدينة الرياض لمدة خمس سنوات. وروى المناع تفاصيل الحادثة، موضحا أن والدته رحمها الله طلبت منه إحضار خبز، وهو في طريقه لجلبه تعرض لحادثة سير، مؤكدا أنه لم يجزع وتقبل الأمر بكثير من الصبر والاحتساب والإيمان بالقضاء والقدر. وبين مناع أنه بدأ الصوم وهو في السابعة من عمره، ومن خلف الزير، إذ كانوا وهم صغار يصومون حتى الظهر ويشربون الماء بعيدا عن العيون خوفا من العقاب. وقال: «وحين كبرنا أصبحنا نصوم يوما كاملا، من ضمن العقوبات التى كنّا نتلقاها في السابق بسبب عدم الصوم «المثنية»، ومعناه أن تحرم من وجبة السحور»، لافتا إلى أن الحياة قبل الطفرة كانت بسيطة جدا، خصوصا في رمضان، إذ لم يكن هناك سهر، كان الناس يجتمعون وقت الفطور، المكون في الغالب من تمر أو قهوة أو أكلات شعبية مثل المرقوق والقرصان والجريش خصوصا إذا صادف رمضان وقت الشتاء. وانتقد مناع كثيرا من الأمور التي تحدث في وقتنا الحاضر كانشغال الناس بالدنيا، وعدم التواصل في ما بينهم، فضلا عن تفشي الأمراض بينهم، مثل إصابة كثير من الشباب بالسكري والضغط اللذين لم يكن يصاب بهما في السابق سوى القليل من كبار السن. ومارس المناع العديد من الأعمال قبل الإعاقة منها عمله في البلدية، إضافة إلى العمل كدادا لنقل الركاب، مؤكدا أنه لا يتضايق من وضعه، فهو صابر ومحتسب، يقضي جل وقته في التسبيح وذكر الله ويفضل متابعة البرامج الدينية، إضافة إلى الرياضة، مشيرا إلى أنه ينتظر بفارغ الصبر، انطلاق كأس العالم في روسيا، متمنيا للأخضر تقديم مستويات راقية.