ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي تتصدى فيها المملكة للتحديات التي تفرضها الأحداث في بعض الدول العربية. ففي عهد سلمان «كبير العرب»، وقفت المملكة إلى جانب الشعوب العربية والإسلامية، التي جارت عليها الظروف، وساند إخوانه القادة الذين واجهوا الكثير من الصعوبات الأمنية والسياسية والاقتصادية، التي جاءت بسبب الحروب والصراعات والمؤامرات والمخططات، التي صنعتها بعض القوى الإقليمية الإرهابية وفي مقدمتها إيران وقطر، لإقلاق الشعوب الآمنة، وزعزعة استقرار دول تسعى ضمن المنظومة العربية إلى أن تعيش شعوبها في أمن وأمان ورغد من العيش، بمعزل عن أي صراعات. ويأتي الاجتماع الرباعي الذي يعقد اليوم (الأحد) في مكةالمكرمة لبحث سبل العمل على مساعدة الأردن الشقيق للخروج من الأزمة الاقتصادية، امتدادا لمواقف المملكة الداعمة للأردن، الذي عانى من مظاهرات شعبية تهدد أمنه، خصوصا أن نظام «الحمدين» أجج لها، ودعم رموزها، وهيأ لها الأبواق الإعلامية لتشجيع المضي فيها، ولكن سلمان الحزم والعزم، وكبير العرب تصدى لهذه المحاولات، ودعا لهذا الاجتماع من أجل معالجة الجرح الأردني، وإغلاق الأبواب في وجه كل من لا يتمنون الخير للأردن وشعبه الشقيق. وتثبت المملكة دائما أنها كانت وما زالت تدعم القضايا العربية، ساعية لحلها، متصدية لكل من يحاول النيل منها، أو استثمارها بما يؤججها أو يفاقم تبعاتها، يشاركها في هذا التوجه دول الخير، التي دائما ما تؤيد المملكة في جميع خطواتها، التي تصب في مصلحة الدول والشعوب العربية، التي تقف في وجه العربدة الإيرانية، والعنجهية القطرية، وتسعى جاهدة إلى إنقاذ سورية ولبنان واليمن من ظلم الأنظمة، وجرائم الأحزاب الإرهابية. اجتماع مكةالمكرمة سيرسّخ الأمن والاستقرار في الأردن، بمعالجات تدعم خزينته للخروج من الأزمة الاقتصادية، وتنثر الأفراح في ربوعه، وترد كيد المؤججين في طهران والدوحة وبيروت وصنعاء إلى نحورهم، فتزداد خيباتهم، وتتضاعف أوجاعهم، فينكفئون على أنفسهم حسرة، وهم يرون أحلام إرهابهم يحطمها اجتماع عربي أصيل يعقد بجوار بيت الله الحرام.