تعود «أم منصور» بذاكرتها إلى أيام الزمن الجميل وتروي ل«عكاظ» طبيعة اليوم الرمضاني في القصيم، فالحياة كانت بسيطة والكل راضٍ وسعيد «مابه أحدٍ يتنهد» ومن بعد صلاة الفجر الكل يعمل؛ المزارعون والعمال يمضون إلى حقولهم ومواقعهم ومنهم من يجمع الحطب والجلة وهناك من يجمع عشاء البهائم.. وكل هؤلاء يعودون إلى منازلهم قبل صلاة الظهر وقد أنهكهم التعب والعطش والجوع، يسبحون في البركة لتخفيف حدة العطش.. وتضيف أم منصور أن الأهالي كانوا يبللون المفارش ويتغطون بها في ساعة القيلولة حتى العصر، ثم تبدأ استعدادات تجهيز الطعام المكون من المرقوق ويبردون الماء للفطور ويحرصون على مشروب الشربيت. أما الأطفال فكانوا يحظون بالتمرات ولا يسمح لهم بالجلوس ويمزح الكبار معهم «صومكم صوم الدجاجة والديك» وبعد صلاة المغرب بساعتين تقام صلاتا العشاء والتراويح وكان الإمام يشعل السراج وأحيانا يحضر معه علبة ويضعون فيه «الودك» وهو شحم الإبل وقطعه تبلل بالقاز ويشعلونها ويقف الناس في صفين الأمامي للرجال وخلفهم النساء دون حاجز أو ستار ثم يوترون وكانت تقام صلاة الليل طيلة أيام رمضان ثم يعودون لمنازلهم. وقبل صلاة الفجر بساعتين يتم تجهيز وجبة السحور وهي عبارة عن اللبن المخضوض والتمر والعصيد. وهناك عادة تقام يوما (الإثنين والخميس) تتم فيه دعوة الأقارب للعشاء وتسمى العادة «بعشاء الوالدين» وكانت الفتيات يخيطن ثياب العيد للأم والأب والأخوة في العشر الأواخر، أما الصبية فيضعون السرج في «صفة التبن» لتخرج العصافير تتبع الضوء اعتقادا منها أنه النهار فيصطادونها ثم تذبح وتشوى ويتساوقون.