يقف السعوديون على بعد 4 أعوام من اكتمال مشروعهم الكبير في «القدية» الذي يمثل ملمحا ضمن ملامح خطتهم الطموحة التي تهدف إلى تقليل إدمان اقتصادهم على النفط برفع نسبة الصادرات غير النفطية ودعم الناتج المحلي، وتحسين نمط الحياة. ويراهن السعوديون، الذين أضحوا يسابقون الزمن في سبيل نجاح رؤيتهم الطموحة 2030 المتمثلة في «خارطة طريق» للمملكة نحو المستقبل المزدهر، على مشروع القدية بشكل كبير الذي سيوضع حجر أساسه غدا (الأربعاء)، حتى أن اقتصاديين محليين يرون فيه مشروعاً سيعكس حجم التحول في القطاع السياحي والترفيهي في المنطقة، وسيكون رافداً اقتصادياً مهماً للبلاد، في وقت ينفق المواطنون نحو 100 مليار ريال على الترفيه في الخارج سنوياً. مواءمة فريدة من نوعها تخلقها المملكة غرب منطقة الرياض، عبر مشروعها الرائد «القدية»، الذي يجمع الترفيه والثقافة والرياضة في بوتقة واحدة، ليعيد تشكيل المكان الذي ستشيد فيه، ليتحول من أرض بقيمة لا تذكر ولا تدر أي عوائد إلى أكبر مدينة ترفيهية في العالم. وسيصبح مشروع «القدية» أشبه بدينمو يضخ الحياة في كامل المنطقة المحيطة بالمشروع، إذ من المتوقع أن توفر «القدية» خدمات ترفيهية ورياضية وثقافية وتعليمية ل8 ملايين شخص في الرياض، ما يساعد على إعادة جزء مما ينفقه السعوديون في الخارج كل عام بسبب قلة الخيارات المحلية، الذي يقدر بنحو 30 مليار دولار، كما يشكل محفزاً اقتصادياً للمشاريع العالمية الكبرى. ويرى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن المدينة ستصبح معلماً حضارياً بارزاً، ومركزاً مهماً لتلبية رغبات وحاجات جيل المستقبل الترفيهية والثقافية والاجتماعية في المملكة، مؤكداً أن المشروع يمثل دعماً قوياً وحافزاً مهماً لجذب الزائرين بوصفه عاصمة المغامرات المستقبلية، وسيصبح خيارهم الأول والوجهة المفضلة لهم. ويعتبر صندوق الاستثمارات العامة هو المستثمر الرئيسي في المشروع، إلى جانب نخبة من كبار المستثمرين المحليين والعالميين، ما يدعم مكانة المملكة كمركز عالمي مهم في جذب الاستثمارات الخارجية، ويعد المشروع ضمن سلسلة المشاريع الكبرى لدعم وتنمية القطاعات الجديدة في المملكة. وسترسخ «القدية» صورتها في أذهان السعوديين، باعتبارها أول وجهة ترفيهية ورياضية في المملكة من نوعها، وتشمل 4 مجموعات رئيسية هي: الترفيه، رياضة السيارات، الرياضة، والإسكان والضيافة، إذ يوفر المشروع بيئات مثالية ومتنوعة تشمل مغامرات مائية ومغامرات في الهواء الطَّلق وتجربة برية ممتعة، علاوة على رياضة السيارات لمحبي رياضة سيارات «الأوتودروم» والسرعة، بإقامة فعاليات ممتعة للسيارات طوال العام، ومسابقات رياضية شيقة، وألعاب الواقع الافتراضي بتقنية «الهولوغرام» ثلاثي الأبعاد، إلى جانب سلسلة من أرقى المباني المعمارية والفنادق بأفضل المعايير والمواصفات العالمية. المشروع الذي يحمل أبعادا إستراتيجية عدة لا تتوقف، من المتوقع أن يحفز طاقات الشباب للتميز في المسابقات الرياضية الإقليمية والعالمية، واكتشاف المواهب وتطويرها، وصقل مهارات الشباب السعودي وتنمية قدراتهم في مختلف المجالات الرياضية والتعليمية، إضافة إلى دوره في فتح مجالات أرحب وآفاق أوسع لمحبي الرحلات البرية وعشاق المناظر الطبيعية، ونشاطات الهواء الطَّلق، ودعم هواة سباقات السيارات لممارسة هواياتهم المفضلة من خلال توفير حلبات سباق وطرق آمنة بمواصفات عالمية. وتنعكس الطبيعة الجغرافية الفريدة للمنطقة على شعار المشروع الذي صمم بطريقة مبتكرة، وبشكل جذاب، مستوحى من سلسلة جبال طويق، التي تتميز بها منطقة القدية، والتي تضيف مشاهد خلابة وتضاريس فريدة لموقع المشروع.