أتت الأماني كما يتمناها اللاعب جابر عيسى الشهير ب«بوغبا»، الذي كان حبيس الظل ينثر موهبته في ملاعب الحواري سعياً منه لإشباع رغبته الكروية، متنقلا بين مكةوجدة، لتكون «أكاديمية نور» أول فصول رحلته الحقيقية مع معشوقته لينطلق منها في فضاء الأمل بعد إعلان رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ قراره التاريخي بالسماح للمواليد الاحتراف مع الأندية، ليجد نفسه كغيره من المواهب المدفونة يعيش واقعاً كان بالأمس حلماً، فاستسلم لتسارع الأحداث وتطوراتها في عالم احترافي جديد وغير مسبوق، موقعاً عقد احترافه الأول مع نادي الشباب، وآخر يخوض بموجبه تجربة احترافية في لاليغا الإسباني عبر فريق فياريال. «عكاظ» التقت بجابر عيسى، وغاصت في أعماقه مخرجة ما بداخله من بوح حول التجربة الاحترافية الأولى له في واحد من أقوى الدوريات الأوروبية، التي وصفها بالمثيرة والثرية بالكثير من الجوانب الفكرية والاحترافية، مما انعكس إيجابا على اللاعبين وتطوير قدراتهم وتوسيع إداركهم أكثر من خلال الانضباط الذي ألغى جانب الاجتهادات الشخصية والمزاجية، مشدداً أن استمرارها مطلب وحلم سواء للاعبين الحاليين أو الجيل الناشئ، لاسيما في ظل الإمكانات التي يمتلكلها اللاعب السعودي.. عيسى استعرض نقاطاً أخرى تهم تجربته، نستعرضها في ثنايا السطور التالية: • بداية، كيف ترى تجربتك التي تعيشها هذه الأيام في إسبانيا؟ •• الفكرة في مضمونها اختصرت مسافات طويلة جداً من الزمن لمعايشة تجربة احترافية حقيقية مع الأندية الإسبانية، وهي حافلة بالكثير من التجارب التي من شأنها توسيع الإدراك لنا كلاعبين خصوصاً صغار السن الذين لم يسبق لهم الاحتراف في الأندية المحلية، فمن هذا المنطلق أرى أنها ثرية جداً، ولها كثير من الفوائد التي ستنعكس إيجاباً على اللاعبين؛ سواء بدنياً أو فكرياً والجانب الثاني من الممكن أن ننقله للاعبين المحليين بهدف المساهمة في التطوير وحتى تعم الفائدة على الجميع، وأود أن أستغل الفرصة لتقديم الشكر لرئيس الهيئة تركي آل الشيخ على دعمه غير المحدود لنا، وتوفير مثل هذه الفرصة الفريدة، وأتمنى من صميم قلبي أن يرى ثمارها علينا كلاعبين في المستقبل القريب. • ما الفوائد التي اكتسبتها من خوض التجربة الاحترافية في إسبانيا؟ •• في مختلف النواحي التي تهم اللاعب وتساعد في تطوير مستواه ميدانياً سواء خارج الملعب كالتغذية والنوم في أوقات مخصصة وسط متابعة وإشراف من المسؤولين على الفريق بهدف الوصول لأعلى درجة ممكنة من الانضباطية التي تقودك للجاهزية التامة لخوض التدريبات، وهذا جانب آخر يحمل الكثير من الاحترافية المتناهية من التدريب على اللعب بالكرة والتحرك دون كرة وابتكار الحلول والتدريب الطويل على تسديد الكرة، إضافة إلى التدريب على الالتزام التكتيكي في المباريات مهما كانت نتيجة المباراة، وكثير من الطرق التدريبية المتنوعة. • ماذا عن الفروقات الفردية بينكم كلاعبين وزملائكم المحترفين في الليغا؟ •• اللاعب السعودي بطبيعته موهوب بالفطرة، ويملك إمكانات مهارية تؤهله للعب في أقوى المسابقات الأوروبية، ولكنه يحتاج للجدية بشكل أكبر في أداء التدريبات وتطبيق تعليمات الجهاز الفني بحذافيرها، وهذا جانب مهم جداً يلغي جانب الاجتهادات الشخصية أو ما يعرف بالمزاجية، وأضيف جانباً آخر سبق أن تحدثت عنه وهو الانضباطية في جميع الأحوال سواء خارج الملعب أو داخله. • هل تتمنى استمرار التجربة الاحترافية؟ •• ما زلت أود الاستمرار من أجل أن أقدم شيئاً لنفسي ولوطني، فالفترة التي قضيتها حتى الآن قدمت لي الشيء الكثير من الناحية الفنية والبدنية واللياقية وحتى في الجانب الفكري الاحترافي فقد اكتسبت الكثير من الفائدة، ولو أني قضيت فترة أطول لزادت الفائدة، وأتمنى أن يحظى الكثير من اللاعبين بهذه الفرصة التي ستصقل المواهب الكروية بشكل جيد، وأعني المواهب المحلية التي تملك إمكانات كبيرة وتحتاج إلى خوض مثل هذه التجارب لصقلها وتطويرها، وأنا الآن وسط التجربة وأعيشها وسعيد بتفاصيلها، وسأسعى بكل قوة لتحقيق أهدافها من أجل الوصول. • ماذا عن علاقتك بمدرب وعناصر الفريق؟ وكيف تعاملهم؟ •• العلاقة رائعة جداً مبنية على الاحترام والتقدير والاحترافية في التعامل، وأتلقى التعليمات من قبل الجهاز الفني وأطبقها على أرض الميدان بحذافيرها وهذا الأمر ساعدني كثيراً في تكوين العلاقة، وللأمانة أعيش أجواء أسرية تسودها الألفة والمحبة من جميع عناصر الفريق سواء إدارة أو جهاز تدريبي ولاعبين. • هل تغلبت على عوائق اللغة والثقافة الغذائية؟ •• بداية واجهت بعض المعوقات، لكن سرعان ما تلاشت مع مرور الوقت، واستطعت التأقلم سواء في الأكل أو حفظ أساسيات اللغة التي تمكنني من التواصل مع الناس، وهذه أعتبرها واحدة من إيجابيات التجربة. • ماذا عن اللعب لنادي الشباب بعد انتهاء فترة الإعارة لفياريال؟ •• في حال عدم الاستمرار مع فياريال لاعباً معاراً للموسم القادم سأعود لتمثيل صفوف نادي الشباب، وأتمنى أن أكون إضافة قوية لليوث تعيد الفريق لمنصات البطولات كما عرف عن هذا النادي العريق.