كشفت اللجنة الوزارية المشتركة بين «أوبك» والمنتجين المستقلين خلال اجتماعها الذي عقد أمس (الجمعة) في جدة، أن مستوى مخزونات النفط التجارية بالدول الصناعية بلغ 2.83 مليار برميل في مارس الماضي، وأضافت اللجنة: «إن المخزونات التجارية الحالية تظل فوق المستويات المسجلة قبل هبوط السوق، وإنها كلفت الأمانة العامة ل«أوبك» بالنظر في المقاييس المختلفة مع تحليلات متعمقة بشأن عوامل الضبابية في السوق». وأعلنت اللجنة الفنية المشتركة في تقريرها لشهر مارس 2018، بأن الالتزام باتفاق خفض الإنتاج بلغ 149% مما يجعله أعلى التزام منذ بدء تطبيق الاتفاقية. وأكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح أن مخزونات النفط العالمية انخفضت عن مستوى ذروتها لكنها لم تتراجع بما يكفي. وقال الفالح: «مخزونات النفط لا تزال عند 2.8 مليار برميل، وسجلت انخفاضا عن ذروتها في 2017 التي بلغت 3.12 مليار برميل، لكنها تظل فوق مستواها وقد بدأ تكون التخمة». وشدد على ضرورة التحلي بالصبر، دون التسرع أو الاكتفاء بالرضا عن ما تحقق في وقت سابق، وأكد أن هناك العديد من المتغيرات في السوق، نظرا إلى ضبابية الطلب وظهور إمدادات جديدة بوتيرة أسرع من المتوقع. وأكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية أن الأسواق العالمية قادرة على تحمل ارتفاع أسعار النفط بعدما حققت أسعار الخام تعافيا قويا، مؤكدا أن الأسعار الحالية لم تؤثر على الطلب، وشهدنا أسعارا أعلى بكثير عن ما في الماضي، موضحا أن انخفاض كثافة استخدام الطاقة وزيادة فاعلية استخدام الطاقة في العالم، سيدعمان قدرة تحمل الأسعار الأعلى للخام. وحول مناقشة تقليص تخفيضات الإنتاج في يونيو القادم، أكد الفالح أنه من السابق لأوانه مناقشة تقليص تخفيضات الإنتاج، مؤكدا أن التعاون طويل الأجل بين «أوبك» والمنتجين من خارجها لا يعني تمديد خفض الإمدادات الحالية. وقال: إن «أوبك» ومنتجي النفط من خارجها سيواصلون النظر في أمر مخزونات النفط، لكنه حذر من أنهم أيضا بحاجة إلى النظر في استثماراته. وبين الفالح أن الدول المشاركة في خفض الإنتاج أظهرت التزاماً بالسعي لتحقيق التوازن لسوق النفط العالمية، حيث تم تعديل مستويات المخزون التجاري لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من ذروة بلغت 3.12 مليار برميل في يوليو 2016 إلى 2.83 مليار برميل في مارس 2018، أي ما يعادل انخفاض قدره 300 مليون برميل. فيما أكد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن «أوبك» والمنتجين المستقلين يجب عليهم العمل على الامتثال لتخفيضات إنتاج النفط بنسبة 100%، وأن روسيا ملتزمة بهذا الأمر، وأضاف أن منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» والمنتجين من خارجها يجب أن يظلوا ملتزمين بالتحرك المشترك لكي يضمنوا توازنا مستداما في سوق النفط. وأشار إلى أن هناك نقاشا بشأن كيفية توسعة الشراكة، مشددا على ضرورة مواصلة الجهود المشتركة. وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي: «إن على المزيد من منتجي النفط الانضمام إلى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين من خارج المنظمة في كبح الإنتاج». انتقد الرئيس الأمريكي «دونالد ترمب» في تغريدة له على حسابه الشخصي في تويتر أمس (الجمعة) قائلا: «يبدو أن (أوبك) تعيد الكرّة، مع كميات قياسية من النفط في كل مكان، بما في ذلك السفن المحملة بشكل كامل في البحار، أسعار النفط مرتفعة جدا على نحو مصطنع وهذا ليس جيدا ولن يكون مقبولا». ..و«ترمب» ينتقد: الأسعار مرتفعة بشكل مصطنع انتقد الرئيس الأمريكي «دونالد ترمب» في تغريدة له على حسابه الشخصي في تويتر أمس (الجمعة) قائلا: «يبدو أن (أوبك) تعيد الكرّة، مع كميات قياسية من النفط في كل مكان، بما في ذلك السفن المحملة بشكل كامل في البحار، أسعار النفط مرتفعة جدا على نحو مصطنع وهذا ليس جيدا ولن يكون مقبولا». وبلغ خام «برنت» هذا الأسبوع أعلى مستوى له منذ نوفمبر عام 2014، متجاوزاً 74 دولاراً، فيما اقترب خام «نايمكس» من 70 دولاراً أيضاً مسجلاً أعلى مستوياته في 3 سنوات. وجاءت هذه التصريحات تزامناً مع اجتماع وزراء دول «أوبك» وشركائها في اتفاق خفض الإنتاج وعلى رأسهم روسيا، ورغبتهم التمسك بالجهود الرامية لتوازن السوق. فيما قال أمين عام منظمة «أوبك» محمد باركيندو: «إن أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول أصدقاء للولايات المتحدة ولديهم اهتمام قوي بنموها وازدهارها»، جاء ذلك عقب تصريحات ترمب. وأضاف باركيندو: «إعلان التعاون الذي أبرمته 24 دولة منتجة في شهر ديسمبر 2016 وتم تنفيذه بإخلاص، لم يمنع التراجع فحسب، بل أنقذ أيضا صناعة النفط من انهيار وشيك».