تعددت الألقاب، والاسم واحد. «مو صلاح»، ذلك الاسم المختصر الذي اختارته الجماهير الإنجليزية، لهداف فريق ليفربول محمد صلاح، القادم من ملعب الجبل الأخضر بأطراف القاهرة، من بين صفوف نادي المقاولون الذي لم يتخيل أن يحقق أحد أبنائه إنجازات فريدة على المستوى العالمي، ويحفر اسمه في ذاكرة الكرة الإنجليزية العريقة. وفي إنجاز غير مسبوق، حقق صلاح إنجازاً فردياً، لم يسبق لأي من أساطير الدوري الإنجليزي الممتاز تحقيقه، بعدما أصبح أول لاعب يتوج بجائزة لاعب الشهر كأفضل لاعب في مسابقة «البريمرليغ» في 3 أشهر خلال موسم واحد. وذلك باختياره أفضل لاعب في نوفمبر ، ثم فبراير، وأخيراً مارس، ما يضعه على رأس القائمة في تاريخ المسابقة منذ انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز في 1992، ويؤكد علو كعبه واستحقاقه لينافس على لقب أفضل لاعب في البطولة. ولم يأتِ هذا الإنجاز جزافاً، إذ تألق صلاح بشكل لافت مع ليفربول وسجل معه نتائج مميزة، وقدم عروضاً فنية كبيرة، أحرز خلالها 30 هدفاً، ليتصدر بذلك ترتيب الهدافين في الدوري الإنجليزي الممتاز والدوريات الأوروبية، مناصفة مع الأرجنتيني ليونل ميسي هداف برشلونة. ولم يكتفِ صلاح بالتألق مع ليفربول محلياً، بل امتد تألقه للملاعب القارية بعدما قاده لبلوغ المربع الذهبي في بطولة دوري أبطال أوروبا، ليواجه فريقه السابق نادي روما الإيطالي في نصف النهائي قبل العبور إلى العاصمة كييف لخوض المباراة النهائية بين الفائز من منازلة ريال مدريد الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني. وارتقى صلاح في موسمه الأول مع ليفربول مع نخبة ممن سبقوه بإحراز لقب لاعب الشهر 3 مرات طيلة مسيرتهم الرياضية (ليس في موسم واحد)، منهم الأيرلندي روبي كين والهولندي رود فان نيستلروي، وبات بحاجة لتحقيق ذات الجائزة 3 مرات أخرى، لينضم إلى النخبة الأفضل في تاريخ الدوري الإنجليزي ممن توجوا بالجائزة 6 مرات، وعلى رأسهم أسطورة ليفربول السابق ستيفن جيرارد والمهاجم الإنجليزي هاري كين هداف توتنهام هوتسبير، فهل يفعلها صلاح؟