يوماً بعد يوم، وأحسب أسبوعاً بعد أسبوع تكررت خلاله حالات انقطاع التيار الكهربائي عن منازلنا لفترات طويلة ومتقطعة، مما تسبب في فساد بعض الأجهزة الكهربائية (المكيفات، الثلاجات، الفريزرات، الغسالات، كشافات الإضاءة، والسخانات.. إلخ) بأضرار بالغة قضت على بعض منها بالتلف. هذا بخلاف ما عانيناه من توقف للأجهزة الطبية المثبتة في غرفنا والتي نتابع عن طريقها أحوالنا الصحية – عافاكم الله - ! ولا أخفيكم أنني كنت أغضب في بعض الأحيان على شركة الكهرباء، خصوصا عندما نقوم بالاتصال عليها لمعرفة سبب انقطاع التيار الكهربائي ومتى ستتم إعادته لنواصل حياتنا الطبيعية، خصوصاً في الليل وكان دائماً رد المسؤولين «بأن الأمر طارئ ولن يستغرق الإصلاح سوى دقائق معدودة وبعدها تتم إعادة التيار كما كان»، وهذا لم يحدث أبداً، إذ كان يستغرق الأمر أكثر من ساعتين أو 3، ونحن جالسون ننتظر في الظلام ونسير داخل شققنا على ضوء الشموع والكشافات اليدوية. وقد لفت نظري خبر قرأته في صحيفة «عكاظ» يوم الأحد 15 رجب 1439ه بعنوان (أهالي الحرازات يقاضون «الكهرباء») يقول: «توعد عدد من سكان الحرازات (جنوب شرقي جدة) شركة الكهرباء بمقاضاتها، بدعوى تكرار قطعها التيار عنهم، مشيرين إلى أن المعاناة تفاقمت خلال الأيام الثلاثة الماضية، واستغرب الأهالي من تعامل الشركة معهم، لافتين إلى أنها تقطع الخدمة فورا عن أي منزل لا يسدد مالكه الفاتورة، بينما لا تجد من يحاسبها حين تحرمهم من التيار لأيام عدة، لافتين إلى أنهم حين اتصلوا بطوارئ الكهرباء أخيرا، أرجعت المشكلة إلى خلل في أحد المغذيات الرئيسية ما تسبب في تعطل عدد من المولدات التي تغذي المنازل بالتيار. وقال علي الأسمري أحد سكان الحي: إن الشركة حين عالجت الخلل، عاد التيار ضعيفا للإضاءة فقط، بينما لم تسرِ الكهرباء في المكيفات، مشددا على ضرورة أن تتحرك الشركة لمعالجة المشكلة جذريا، بدلا من اتخاذ الحلول المؤقتة، متوعدا بمقاضاة شركة الكهرباء بدعوى تقصيرها معهم في تقديم الخدمة، ومطالبتهم بتسديد فواتير باهظة، ومن لم يسدد يحرم من التيار». إن الكهرباء كانت في الماضي حاجة أو زينة أو ترفاً، أما اليوم فهي ضرورة لا ينتطح في ذلك عنزان. السطر الأخير: يروى أن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: «نور الله قبر عمر بن الخطاب الذي نوّر مساجدنا». * كاتب سعودي [email protected]