حذر أمين رابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى من منطقة الفراغ الطويلة التي امتدت عبر أيديولوجيات إرهابية محسوبة زورا على الإسلام، وأرسلت شبهات ومزاعم وتأويلات باطلة لنصوص الكتاب والسنة لتبدأ بث سمومها بين عقول الشباب وإسقاطهم في أتون التطرف والتشدد. وأكد في كلمته خلال حفلة تكريم الفائزين والفائزات بجائزة الشاب عبدالله بن بدر السويدان للتميز في دورتيها الخامسة والسادسة أمس (الأربعاء)، بحضور محافظ الخبر سليمان الثنيان، ومدير تعليم الشرقية الدكتور ناصر الشلعان، أن العقول الشابة تمثل استثمارا مهما للغاية، فعندما تؤسس على هدي الكتاب والسنة النبوية فهي بذلك محفوظة ومحفوفة ببركة هذين الوحيين الكريمين كتاب الله وسنة نبيه المطهرة، لافتا إلى أنه يجب أن نكون على وعي كامل بأهمية الاعتناء بعقول الشباب ليفهموا دلالات النصوص الشرعية على المنهج الوسطي المعتدل لتكون هذه الحصيلة والهمة العالية حصانة لهم في مستقبل أيامهم ويكونوا دعاة خير للهدي النبوي وبذلك نكون قد ضمنا تحصينا فاعلا لهذا الجيل ولأجل أن يكون مع كل منهم أجسام مضادة إزاء التطرف عندما يحاول تحريف النصوص وخطفها ليحرف ويؤثر على شبابنا. وقال: «عندما تكون المحاضن التي ترعى القرآن والسنة على المستوى اللائق فهي بذلك تؤسس قاعدة مهمة يقوم عليها هؤلاء الشباب ويراهن على مستقبلهم الواعد المؤمل على عقولهم ووجدانهم، وفي هذا السياق نحن على لحمة واحدة نجتمع على دستور هذه البلاد الذي فهمناه على مقاصد الشريعة». واستعرض العيسى جهود خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، واضطلاعهما بمسؤولية الاهتمام بنصوص الشريعة الإسلامية وحراستها ورعاية هذه المناشط المباركة في أفق اهتمامها بالشأن الإسلامي باعتبار هذه البلاد قبلة المسلمين ومهوى الأفئدة، وذلك من خلال إنشاء المراكز العلمية والفكرية لتوضيح حقيقة الإسلام ومواجهة المد المتطرف في سلسلة شره ومزاعمه وكشف خدعته التي انتهت به إلى ضلال الإرهاب. وأضاف: «الاهتمام بهذا الشأن الفكري والعلمي يمثل حصانة للإسلام والمسلمين ويكون أيضا أمام عاديات الشر للطرف الآخر من التطرف وهو ما يسمى بالإسلام فوبيا (كراهية الإسلام)، التي امتدت هي وطرفها الآخر المحسوب زورا على الإسلام في منطقة فراغ طويلة». وتطرق العيسى إلى المواد المتطرفة الخطرة التي أحصاها مركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع، إذ بلغت 800 مادة متطرفة أطلقها «داعش» عبر آلاف الرسائل، وهي مواد هشة وضعيفة بهشاشة فكر الإرهاب المتطرف مما ينبغي فعلا مواجهتها بالتفصيل والدخول في أعماقها وتفكيكها وتوضيح منهج توظيف العاطفة الدينية فيها المجردة عن الوعي ومصحوبة بتأويلات ومزاعم باطلة وبأحداث تاريخية أساء تأويلها وبعضها منسوخ وآخر محسوب على أهله وليس للإسلام. ودعا إلى رعاية العقول الشابة والتعويل عليها بأن تكون عدة وحصن هذا الدين والوطن، ممتدحا في ذات السياق جائزة السويدان للتميز ودورها الكبير في رعاية العقول وصناعة الجيل الواثق والاهتمام بمعززات التطور والبناء والتميز للشباب الواعد. من جانبه، بين رئيس مجلس الأمناء للجائزة بدر السويدان في كلمته أن الدورتين الخامسة والسادسة شهدتا مشاركة 115 ألف طالب وطالبة، ليتم بعد التصفيات تتويج 142 فائزا وفائزة، لافتا إلى أن أعداد المشاركين في الجائزة يؤكد أن لدينا جيلاً ممن يملكون مقومات قادة المستقبل التي هي الإقدام والثقة بالنفس والقدرة على المنافسة والحرص على التعلم والرغبة في التميز.