حذر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء الدكتور محمد العيسى، من منطقة «الفراغ الطويلة» التي أشار إلى أنها «امتدت عبر إيدلوجيات إرهابية محسوبة زوراً على الإسلام، أرسلت شبهات ومزاعم وتأويلات باطلة لنصوص الكتاب والسنة، لتبث سمومها في عقول الشباب وإسقاطهم في أتون التطرف والتشدد». وقال في كلمة أقاها في حفل تكريم الفائزين والفائزات أمس (الأربعاء)، في جائزة «الشاب عبدلله بن بدر السويدان للتميز» في نسختيها الخامسة والسادسة، إن «العقول الشابة تمثل استثماراً مهماً للغاية، وعندما تؤسس على هدي الكتاب والسنة النبوية فستكون محفوظة ومحفوفة ببركة هذين الوحيين الكريمين»، مشدداً على أن «نكون على وعي كامل بأهمية الاهتمام في عقول الشباب، ليفهموا دلالات النصوص الشرعية على المنهج الوسطي المعتدل، لتكون هذه الحصيلة والهمة العالية حصانة لهم في مستقبل أيامهم، ويكونوا دعاة خير للهدي النبوي، وبذلك نكون ضمنا تحصيناً فاعلاً لهذا الجيل، ولأجل أن يكون مع كل منهم أجسام مضادة إيزاء التطرف عندما يحاول تحريف النصوص وخطفها ليحرف ويؤثر على شبابنا». وأشار العيسى إلى إنشاء المراكز العلمية والفكرية «لتوضيح حقيقة الإسلام ومواجهة المد المتطرف في سلسلة شره ومزاعمه وكشف خدعته التي انتهت به إلى ظلال الإرهاب». وأضاف أن الاهتمام في هذا الشأن الفكري والعلمي يمثل «حصانة للإسلام والمسلمين، ويكون أيضاً في إزاء آخر أمام عاديات الشر للطرف الآخر من التطرف، وهو ما يسمى بالإسلام فوبيا (كراهية الإسلام)، والتي امتدت هي وطرفها الآخر المحسوب زوراً على الإسلام في منطقة فراغ طويلة». وعرج على المواد المتطرفة الخطرة التي أحصاها مركز الحرب الفكرية في وزارة الدفاع، إذ بلغت 800 مادة متطرفة، أطلقها تنظيم «داعش» الإرهابي عبر آلاف الرسائل، ووصفها ب«مواد هشة وضعيفة بهشاسة وفكر الإرهاب المتطرف، ما ينبغي مواجهتها بالتفصيل والدخول في أعماقها وتفكيكها، وتوضيح منهج توظيف العاطفة الدينية فيها المجردة عن الوعي ومصحوبة بتأويلات ومزاعم باطلة وبأحداث تاريخية أساء تأويلها وبعضها منسوخ وآخر محسوب على أهله وليس للإسلام». بدوره، قال رئيس مجلس الأمناء لجائزة الشاب عبدالله السويدان للتميز بدر السويدان، في كلمته: «نحتفي اليوم بالجائزة بمشاركة 115 ألف طالب وطالبة، فبعد مرحلة التصفيات جاءت لحظة التتويج هذا المساء بتكريم 142 فائزا وفائزة»، مشيراً إلى أن أعداد المشاركين في هذه الجائزة «تؤكد أن لدينا جيلاً ممن يملكون مقومات قادة المستقبل والتي هي الإقدام والثقة بالنفس والقدرة على المنافسة والحرص على التعلم والرغبة في التميز».