لم يكن أحد منظري جماعة الإخوان المسلمين -المصنفة إرهابياً- سيّد قطب بالبعيد لمنهج ولاية الفقيه الإيرانية وعرابها الخميني، بل مطابق للمنطلقات ذاتها التي يسوّق لها ملالي طهران منذ انطلاق ما يصفونه ب«الثورة الإسلامية» عام 1979 وتصدير الثورة إلى البلاد المجاورة، التي أشعلت التطرف في منطقة الشرق الأوسط، وأساءت إلى الإسلام، فالإخوان يسوقون «الحاكمية»، والملالي يروجون «ولاية الفقيه». وفي وقتٍ أكّد فيه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في لقاءٍ مع مجلة «تايم» أن «الإخوان» جماعة متطرفة سنية، فإن الخلاف الحقيقي أمام إرهاب إيران ليس المذهب الشيعي، وإنما أيديولوجية «ولاية الفقيه»، التي ترتكز على ذات الهيكلة والتراتبية التي تعمل عليها جماعة الإخوان الإرهابية، فكلا المفهومين يرجعان الحكم إلى المرشد الأعلى، والذي يعد في منطلقاتهم الحاكم باسم الله، جل في علاه. ولأن الإسلام هو دين السلام، كما أكده الأمير محمد بن سلمان في لقاءات سابقة، شدد ولي العهد على أن السعودية تضم على أديمها السنة بمدارسهم الفكرية، وأيضاً الشيعة بطرقهم المختلفة، في إشارةٍ واضحةٍ إلى أن الخلاف مع طهران ليس مذهبياً، لكنها خلافات أيديولوجية أدت إلى الإرهاب وتغذية الطائفية في منطقة الشرق الأوسط، كما يعمل على ذلك في المقابل الأيديولوجية «الإخوانية» من تمويل للتطرف والسعي إلى التوسع وزعزعة الاستقرار في دول الجوار.