غزت الألعاب الإلكترونية معظم البيوت، وأصبح عدد كبير من الصِّغار يمارسونها، ويحملونها أينما ذهبوا. إذ إنها تجذب الأطفال بالألوان والرسومات والمغامرات والخيال، فيما اعتمد بعضها على حل المشكلات عن طريق استخدام العنف، ما ينعكس سلبا على الأطفال، بظهور أعراض نفسية مختلفة كالانطواء والخوف والعدوانية. ويحذر اختصاصيون من استخدام الأطفال المفرط للأجهزة الذكية، لما لها من تأثير سلبي كبير، علاوة على أنها تتسبب في افتقاد العلاقات الاجتماعية خارج الشاشة. بينما تخالف ريم أحمد (أم لطفلين) هذا الرأي، مؤكدة أن أغلب هذه الألعاب يساعد على تنمية ذكاء الطفل، ومهاراته الذهنية، مشيرة إلى أن التقنية الحديثة تعلم الطفل كيفية التعامل مع المخترعات الجديدة، ما يجعلهم أكثر إصرارا على تحقيق النجاح عبر التعامل مع هذه الألعاب باحترافية عالية، علاوة على أنها تملأ أوقات فراغهم، وتوفر قدراً جيداً من اللهو البريء والترويح عن النفس. وبعكس سابقته، يؤكد عبدالعزيز محمد (أب لأربعة أطفال) مخاطر هذه الألعاب صحيا وجسديا على الأطفال، ورغم تحذير الآباء للأبناء، إلا أنهم اعتادوا شراءها نتيجة الدعاية والترويج الكبير لهذه الألعاب، وانتشار أخبارها بين الأطفال في المدارس والنوادي والشوارع، مضيفا: نحتاج إلى جمعية لحماية أبنائنا وتوعيتهم من أضرار هذه الألعاب الإلكترونية. وفي هذا السياق، أشار أخصائي التربية الخاصة بإدارة تعليم عسير خالد القحطاني، إلى أن الألعاب الإلكترونية من الألعاب الدخيلة على العالم، إذ تضم شخصيات وهمية وقدرات خيالية غير واقعية لها فوائد في اتساع الخيال وسرعة البديهة، ومن جانب آخر من حيث الأضرار على الأطفال والدراسات تظهر كل فترة إحصائيات جديدة. منوها بأن استخدام الأطفال لهذه الألعاب أكثر من 45 دقيقة يوميا، يسبب أضرارا جسدية وعقلية جسيمة، وقد تكون نفسية وتؤثر على نشاط الدماغ فتجعله خاملا مرهقا مشتتا، كما تجعل الطفل يعيش في جو اللاواقعية ما يؤثر على فهمه للحياة بشكل صحيح، كما أنها تكسبه سلوكا عدوانيا، ناهيك عن آثارها الجسمية بتأثيرها على المفاصل والعمود الفقري وضعف عضلات العين. واستدرك قائلا: ورغم ذلك فلا نستطيع منع الطفل من الألعاب الإلكترونية، لهذا يجب تحديد وقت للطفل، وتشجيعه على الألعاب السماعية والقراءة قدر الإمكان، إضافة لاختيار الألعاب الهادفة البعيدة عن العنف والسلوكيات التي تخالف عادات وتقاليد المجتمع وتعاليم الدين الحنيف.