وقعت بولندا أكبر صفقة لشراء أسلحة في تاريخها اليوم الأربعاء إذ اتفقت مع الولاياتالمتحدة على شراء منظومة صواريخ باتريوت التي تنتجها شركة ريثيون بقيمة 4.75 مليار دولار وذلك في إطار تحديث قواتها في مواجهة روسيا. وقال الرئيس البولندي أندريه دودا في حفل التوقيع "هذه لحظة تاريخية استثنائية تسجل دخول بولندا إلى عالم جديد من التكنولوجيا المتطورة والأسلحة الحديثة ووسائل الدفاع". وكثفت بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي جهودها لتحديث ترسانتها في أعقاب ضم روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014 وردا على تجدد نزعة موسكو لبسط سطوتها العسكرية والسياسية بالمنطقة. ويعود ثلثا الأسلحة البولندية إلى العهد الذي كانت لا تزال فيه البلاد ضمن حلف وارسو بزعامة موسكو. وتمثل صفقة باتريوت مبعث ارتياح لبولندا التي لا تزال علاقاتها متوترة مع الولاياتالمتحدة حليفتها الرئيسية في حلف شمال الأطلسي بسبب مشروع قانون طرحته وارسو في يناير كانون الثاني لفرض عقوبات بالسجن على أي تلميح بتواطؤ بولندا في المحرقة النازية (الهولوكوست). وتقول الولاياتالمتحدة إن مشروع القانون ينال من حرية التعبير. ويقول مسؤولون إسرائيليون إنه يصل إلى حد إنكار الهولوكوست وهو اتهام ترفضه بولندا. ويتعلق اتفاق اليوم الأربعاء بشراء أربع وحدات إطلاق لصواريخ باتريوت وتتفاوض وارسو مع واشنطن لشراء المزيد من أنظمة باتريوت ورادار جديد يوفر تغطية 360 درجة وصاروخ اعتراض منخفض التكلفة كجزء من مرحلة ثانية للتطوير. وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية إن الاتفاق يتيح لبولندا إجراء عمليات مشتركة في مجال الدفاع الجوي والصاروخي مع أعضاء حلف شمال الأطلسي هولندا وألمانيا وإسبانيا واليونان التي تملك أنظمة باتريوت بالفعل. وفي برلين قالت شركة ريثيون إنها "واثقة إلى حد كبير" من أن بولندا والولاياتالمتحدة يمكنهما التوصل لاتفاق بشأن شراء المزيد من أنظمة دفاع باتريوت الصاروخية بنهاية العام بعد إتمام صفقة بيع مبدئية اليوم الأربعاء.