تجسد الزيارة الرسمية التي يبدأها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حرص البلدين الصديقين على ترسيخ هذه الشراكة وتوطيد العلاقات الثنائية الممتدة لنحو أكثر من 80 عامًا. وتحمل الزيارة الأولى لولي العهد للولايات المتحدةالأمريكية منذ مبايعته في ال 26 من شهر رمضان 1438 ه الموافق 21 يونيو 2017 م، في مضامينها قفزة جديدة في مسار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في إطار روابط الصداقة والعلاقات التاريخية المتينة وشراكة التنمية التي تربط البلدين الصديقين. وتكتسب زيارة الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدةالأمريكية، أهمية كبرى في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية المتسارعة مما يتطلب تبادلاً للآراء وتنسيقا للمواقف بين البلدين ذوي التأثير الدولي المتميز، إلى جانب دفع عجلة الاقتصاد والانطلاق به إلى آفاقٍ أرحب تتوافق مع الرؤية الطموحة للمملكة 2030. العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية بُنيت على الاحترام والتعاون المتبادل والمصالح المشتركة، وتحظى بمكانة خاصة لدى الجانبين، نظرًا لتاريخها الذي يعود إلى عام 1931م، عندما بدأت رحلة استكشاف وإنتاج النفط في المملكة بشكل تجاري، ومنح حينها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - حق التنقيب عن النفط لشركة أمريكية، تبعها توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين عام 1933م، دعمت هذا الجانب الاقتصادي المهم الذي أضحى قوة اقتصادية عالمية في هذا العصر. وبعد مرور اثني عشر عامًا من تاريخ تلك الاتفاقية، عزّز الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - العلاقات الثنائية مع أمريكا بلقاء تاريخي جمعه بالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على متن الطراد الأمريكي (يو إس إس كونسي)، وذلك في 14 فبراير 1945م. وعُدّ ذلك اللقاء، نقطة التحول في انتقال علاقات المملكة وأمريكا إلى مرحلة التحالف الإستراتيجي في مختلف المجالات، لتعمل المملكة بعدها على تسخير هذه العلاقة وغيرها من العلاقات الدولية في تلبية مصالحها الوطنية مع دول العالم بما فيها أمريكا، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية. وحظيت المملكة باهتمام عالمي عام واهتمام أمريكي خاص، نتيجة مكانتها الإسلامية، والسياسية والاقتصادية، وعدّت إحدى مرتكزات الأمن الإستراتيجي في المنطقة العربية، كما أن ثروتها النفطية زادت من دورها الدولي في إحداث توازن بالاقتصاد العالمي على مر السنين، نتيجة تحوّل النفط إلى سلعة عالمية أثرت على اقتصاديات العديد من الدول المستهلكة له، فضلاً عن أن إطلالتها على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي جعلها متميزة في موقعها الجغرافي بالمنطقة. محطات تاريخية وبرزت في تاريخ العلاقات السعودية الأمريكية، محطات مهمة عُدّت مرتكزًا أساسيًا في دعم مسيرة العلاقات بين البلدين، ومنها الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في 11 إبريل 2012م للولايات المتحدة - حينما كان ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع - بدعوةٍ من وزير الدفاع الأمريكي السابق ليون بانيتا، والتقى خلالها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وبحث معه تعزيز العلاقات بين البلدين خاصة في المجال العسكري والإستراتيجي المشترك. وفي 27 يناير من عام 2015م، قام الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما برفقة وفدٍ رفيع المستوى بزيارة إلى المملكة، ليقدم التعزية في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأجرى خلال الزيارة محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأحداث في المنطقة، في حين كانت آخر زيارة للرئيس أوباما إلى المملكة في ال 13 من رجب لعام 1437 ه الموافق 20 ابريل 2016 م التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين، وحضر القمة التي عقدت بينه، وبين قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وفي 19 ذي القعدة 1436 ه الموافق 03 سبتمبر 2015 م، وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مدينة واشنطن في زيارة رسمية، تلبيةً لدعوة من رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية السابق باراك أوباما، والتقى في مقر إقامته في واشنطن، وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري. كما استقبل أوباما في البيت الأبيض في 20 ذي القعدة 1436 ه الموافق 04 سبتمبر 2015 م، خادم الحرمين الشريفين وعقدا جلسة مباحثات استعرضا خلالها العلاقات المتينة بين البلدين. وفي اليوم نفسه، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في مقر إقامته بمدينة واشنطن، رؤساء أمريكا السابقين جورج دبليو بوش، وبيل كلينتون، كلاً على حدة. وفي 21 ذي القعدة 1436 ه الموافق 05 سبتمبر 2015 م، شرّف الملك سلمان في واشنطن، حفلة عشاء منتدى الاستثمار، الذي أقامه مجلس الأعمال السعودي الأمريكي. وألقى كلمة خلال الحفلة، أكد فيها متانة العلاقات السعودية الأمريكية ووصفها بأنها علاقات تاريخية وإستراتيجية، منذ أن أرسى أسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت. كما استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في قصر العوجا بالدرعية، وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، والوفد المرافق له، وذلك في 11 محرم 1437 ه الموافق 24 أكتوبر 2015 م. أول زيارة للولايات المتحدة ويعود تاريخ لقاءات قيادات المملكة والولاياتالمتحدة،إلى عام 1943م، حينما لم يتمكن الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - من زيارة الولاياتالمتحدة، تلبيةً للدعوة الرسمية من الرئيس الأمريكي فرانكلين دي روزفلت، فأناب نجليه الملك فيصل بن عبدالعزيز وزير الخارجية آنذاك، والملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمهما الله- لبحث مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين. وزار الملك سعود بن عبد العزيز الولاياتالمتحدةالأمريكية بدعوة من الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور في 29 يناير عام 1957م، ليكون أول الملوك السعوديين الذين زاروا أمريكا. وفي شهر يونيو من عام 1945م، زار الملك فيصل بن عبد العزيز الولاياتالمتحدةالأمريكية في عهد والده الملك عبد العزيز بوصفه ممثلاً له، لحضور تأسيس منظمة الأممالمتحدة في مدينة سان فرنسيسكو، والتوقيع على اتفاقية انضمام المملكة إلى المنظمة، لتصبح الدولة الخامسة والأربعين المنضمة إليها. واستمر تبادل الزيارات وعقد اللقاءات بين قادة البلدين وكبار المسؤولين فيهما منذ عهد المؤسس مرورًا بعهود أبنائه الملك سعود بن عبدالعزيز والملك فيصل بن عبدالعزيز والملك خالد بن عبدالعزيز والملك فهد بن عبدالعزيز والملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمهم الله إلى هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. وفي السياق ذاته تقف جهود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان شاهداً على المضي قدماً بالصداقة السعودية الأمريكية، فعمل على توثيقها وتعزيز أوجه التعاون وبناء شراكات إستراتيجية تسهم في خدمة المصالح المشتركة بين البلدين، بما يتسق مع رؤية المملكة 2030، إلى جانب تكامل الجهود السياسية كقوتين مؤثرتين على الساحة الدولية تجاه المتغيرات إقليماً ودولياً، انطلاقاً من مواقف المملكة إزاء مختلف القضايا. ففي سبيل تعزيز العلاقات الأمنية وشؤون الدفاع بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية، عقد الأمير محمد بن سلمان نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز العديد من الاجتماعات واللقاءات مع المسؤولين في الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ أن أصبح وزيرًا للدفاع. وبرز من نشاطاته استقبال سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى المملكة جوزيف ويستفول، واستقبال قائد القيادة الوسطى الأمريكية الفريق أول لويد أوستن، ورئيس بعثة التدريب العسكرية الأمريكية في المملكة اللواء توماس هاروود، ولقائه مع رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بينر، واستقبال نائب وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن، واجتماعه مع قائد القيادة المركزية الأمريكية الفريق أول لويد أوستن. زيارات سابقة لولي العهد وفي الرابع والعشرين من شهر رجب من عام 1436 ه، وصل الأمير محمد بن سلمان إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، للمشاركة ضمن وفد المملكة المشارك في اجتماع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وعقد لقاءً خلال الزيارة مع وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر. كما قام في ال 21 من شهر رمضان من عام 1436ه، بزيارة لحاملة الطائرات الأمريكية ثيودور روزفلت في الخليج العربي، واطلع على قدرات حاملة الطائرات التسليحية، ومهامها الهجومية والدفاعية والمضادة للغواصات. واجتمع الأمير محمد بن سلمان بوزير الطاقة الأمريكي الدكتور آرنست مونيز. كما اجتمع مع قائد القيادة الوسطى الأمريكية الفريق أول لويد أوستن، ومع قائد القيادة المركزية الأمريكية الفريق أول لويد جيه أوستين، والتقى وفداً من الكونجرس الأمريكي برئاسة السيناتور بنيامين كاردن يضم كلاً من السيناتور الديمقراطي من ولاية ماستشيوستش أدوارد ماركي، والسيناتور الديمقراطي من ولاية أوريغون جيف ميركلي، والسيناتور الجمهوري من ولاية كولورادو كوري غاردنر. كما التقى وكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الدبلوماسية العامة ريتشارد ستنجل، واجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي في ال 13 من رجب لعام 1437 ه الموافق 20 ابريل 2016 م في مدينة الرياض. وشارك ولي العهد في اجتماع وزراء الدفاع بدول مجلس التعاون مع وزير الدفاع الأمريكي، المنعقد في قصر الدرعية بالرياض في ال 13 من رجب لعام 1437 ه الموافق 20 ابريل 2016 م. واستمراراً لهذه المسيرة الممتدة في توطيد العلاقات بين المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية، وصل الأمير محمد بن سلمان في 8 رمضان 1437ه الموافق 13 يونيو 2016م، إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية في زيارة رسمية التقى خلالها بعدد من المسؤولين لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وفي10 رمضان 1437ه الموافق 15 يونيو 2016م، اجتمع الأمير محمد بن سلمان في واشنطن مع رئيس مجلس النواب الأمريكي بول راين. وجرى خلال الاجتماع بحث التعاون القائم بين البلدين، في عدد من المجالات المشتركة، والسبل الكفيلة بتطويره، إلى جانب جملة من المسائل ذات الاهتمام المتبادل. كما عقد ولي العهد عددًا من الاجتماعات الثنائية والموسعة مع رؤساء وأعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب في مختلف اللجان. والتقى في اليوم نفسه بواشنطن، وزيرة التجارة الأمريكية بيني بريتزكر، وجرى خلال اللقاء بحث المجالات التجارية، وسبل تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين. وتواصلت لقاءاته مع المسؤولين من الجانب الأمريكي بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين في شتى المجالات، ويأتي القطاع الاقتصادي واحدًا من الملفات المهمة التي أولاها ولي العهد الاهتمام والعناية، حيث اجتمع في 12 رمضان 1437 ه الموافق 17 يونيو 2016 م، في البيت الأبيض بواشنطن مع الفريق الاقتصادي للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الذي ضم مدير المجلس الاقتصادي الوطني للرئيس الأمريكي جيف زينست، ووزير الخزانة جاك لو، ووزيرة التجارة بيني بريتزكر، ووزير الطاقة إيرنست مونيز، بحضور الوفد الرسمي والمرافق له وعدد من المستشارين في البيت الأبيض. وجرى خلال الاجتماع استعراض أفضل السبل لتعزيز التعاون المشترك والمستمر بين البلدين خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية في ظل رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وبرامجها الاقتصادية الطموحة بما فيها برنامج التحول الوطني. وتم خلال الاجتماع التأكيد على مواصلة تنسيق الجهود بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين. وفي اليوم نفسه، بحضور الأمير محمد بن سلمان، كشفت مؤسسة «مسك الخيرية» ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية عن تعاون مع كلية بابسون العالمية، وشركة لوكيد مارتن، لإطلاق كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال. وقد جرى توقيع التعاون في واشنطن، حيث وقعها من جانب مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز «مسك الخيرية» أمينها العام بدر العساكر، ومن مدينة الملك عبدالله الاقتصادية رئيسها التنفيذي نائب رئيس مجلس الأمناء في كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال فهد الرشيد، ومن كلية بابسون العالمية رئيسة الكلية الدكتورة كيري هيلي. وفي الوقت الذي تعد فيه هذه الكلية، أولى ثمرات الشراكة بين «مسك الخيرية» والمدينة الاقتصادية، فإنها تتوافق مع رؤية الأمير محمد بن سلمان، في تطوير المستوى التعليمي والثقافي لدى الشباب، ورعاية ودعم الطاقات الشبابية. ويأتي إنشاء هذه الكلية مواكباً لتطلعات القيادة الرشيدة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030م، فيما يتصل بتطوير التعليم النوعي لدفع عجلة الاقتصاد وسد الفجوة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل، ودعم المنشآت المتوسطة والصغيرة كأحد محركات النمو الاقتصادي التي تسهم في إيجاد الوظائف ودعم الابتكار، واحتضان فئة الشباب لتطوير منتجاتهم وأفكارهم الإبداعية. شراكة في محاربة الإرهاب وفي 15 شوال 1437 ه الموافق 20 يوليو 2016 م، التقى الأمير محمد بن سلمان، في قاعدة اندروز الجوية قرب العاصمة الأمريكيةواشنطن، وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، وذلك على هامش انعقاد الاجتماع الثاني للتحالف الدولي لمحاربة «داعش». وجرى خلال اللقاء استعراض الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الاجتماع، إضافة إلى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة في الجانب الدفاعي. وفي 16 شوال 1437ه الموافق 21 يوليو 2016م، اجتمع الأمير محمد بن سلمان، في مقر إقامته بواشنطن، مع وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري. وجرى خلال الاجتماع بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، والمسائل ذات الاهتمام المشترك المتعلقة بقضايا المنطقة. كما عقد وزراء الدفاع والخارجية بدول التحالف الدولي لمحاربة «داعش» اجتماعاً في اليوم نفسه بمقر وزارة الخارجية الأمريكيةبواشنطن. ورأس وفد المملكة العربية السعودية في الاجتماع الأمير محمد بن سلمان، وجرى خلال الاجتماع تنسيق الجهود العسكرية والسياسية للمرحلة القادمة من الحملة وخططها لهزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي. جهود مشتركة لاستقرار المنطقة وفي 14 جمادى الآخرة 1438 ه الموافق 13 مارس 2017 م، غادر الأمير محمد بن سلمان، إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، في زيارة عمل بدأت يوم الخميس 17 / 6 / 1438ه الموافق 16 / 3 / 2017 م، التقى خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وعدداً من المسؤولين لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وفي 17 جمادى الآخرة 1438 ه الموافق 16 مارس 2017 م، اجتمع مع وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول جوزيف دانفورد، وكبير مستشاري البيت الأبيض السيد جارد كوشنر، ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض الفريق اتش ار ماك ماستر، ومستشارة الرئيس للمبادرات الاقتصادية دينا باول، وكبير الإستراتيجيين في البيت الأبيض ستيفان بانن، ووكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية السفير توماس شانون، ونائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط المكلف اللواء مايكل فانتيني، ومديرة مكتب وزير الدفاع سالي دونلي، وكبير موظفي وزير الدفاع كيفن سويني، والمستشار العسكري الكبير لوزير الدفاع الفريق بحري كريغ فالر، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ثيومي ليندركينق، وذلك بمقر البنتاغون في العاصمة واشنطن. وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية ومجالات التعاون الإستراتيجي القائم بين البلدين، وسبل تطويرها، إضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم، والجهود المبذولة بشأنها خاصة ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وعدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك. وقد أبدى الجانبان بعد نهاية الاجتماع المطول، ارتياحهما للتطابق التام بين الجانب السعودي والأمريكي حول القضايا والملفات التي تمت مناقشتها وسبل معالجتها، واتفقا على القيام بعدة مبادرات يجري العمل عليها لاحقاً. كما تواصلت اللقاءات والاجتماعات كذلك بين البلدين الصديقين، إذ اجتمع الأمير محمد بن سلمان في 19 أبريل 2017 م، في مكتبه بالرياض، مع وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس. وتطرق الاجتماع إلى العلاقات الثنائية بين البلدين وفرص تعزيزها، حيث اتفق الجانبان على تطوير العديد من البرامج والمبادرات بين البلدين. وبحث الجانبان خلال الاجتماع التحديات التي تواجهها المنطقة، وعلى رأسها الممارسات العدائية للنظام الإيراني ودورها في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، إلى جانب الجهود المشتركة في مكافحة المنظمات الإرهابية والمتطرفة (كداعش، والقاعدة). كما تطرق الاجتماع للجهود المشتركة في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة بشكل عام بما فيها الممرات الملاحية والمعابر المائية. وقد شهد الاجتماع تطابقًا في وجهات النظر بين الجانبين والرغبة الأكيدة لمواصلة جهودهما المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. ترسيخ الشراكة السعودية الأمريكية وفي 24 شعبان 1438 ه الموافق 20 مايو 2017 م، عقد الأمير محمد بن سلمان، اجتماعاً مع رؤساء كبرى الشركات الأمريكية والسعودية. وتم خلال الاجتماع مناقشة أبرز موضوعات منتدى رؤساء الأعمال وما تم التطرق إليه خلال جلسات الطاولة المستديرة متضمنة الخصخصة والإصلاحات التنظيمية، وتوطين الصناعات، وبناء القدرات، وتمكين الشراكات، وفرص الشراكات في قطاع الاستثمار. وأعرب رؤساء الشركات خلال الاجتماع عن تقديرهم لرؤية المملكة العربية السعودية 2030 والتزامهم بالشراكة مع المملكة لتحقيق الرؤية. واستقبل رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية الرئيس دونالد ترمب في اليوم ذاته، بمقر إقامته بالعاصمة بالرياض، ولي العهد. وجرى خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون السعودي الأمريكي في مختلف المجالات خاصة في الجانب الاقتصادي، إضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها الجهود المبذولة من البلدين في مكافحة التطرف والإرهاب. وبعد اختياره وليًا للعهد تلقى الأمير محمد بن سلمان، اتصالاً هاتفياً، من الرئيس دونالد ترمب هنأه باختياره ولياً للعهد، وتطلع بأن يسهم اختياره في ترسيخ الشراكة السعودية الأمريكية. وأجرى ولي العهد في 21 شوال 1438 ه، اتصالاً هاتفياً بوزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، هنأه فيه بالانتصار على تنظيم «داعش» الإرهابي في الموصل، مشيدا بدور الولاياتالمتحدةالأمريكية بقيادتها للتحالف الدولي لمحاربة هذا التنظيم والقضاء عليه، مؤكداً أن الحرب على الإرهاب وكل من يدعمه ويموله لا بد أن تستمر وبكل حزم. كما تلقى الأمير محمد بن سلمان في 17 ذي الحجة 1438ه، اتصالًا هاتفيًّا من الرئيس دونالد ترمب، تم خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وتطورات الأحداث في المنطقة والعالم، حيث أكدا على ضرورة التزام جميع الدول بالالتزامات التي تعهدت بها في قمة الرياض الرامية إلى هزيمة الإرهاب وتمويله ومكافحة الفكر المتطرف، مشددين على خطورة النظام الإيراني وضرورة تعزيز أمن المنطقة.