ليس هناك شك في أهمية التواصل الثقافي للتقريب بين الشعوب، باعتبار أن الثقافة لاعب رئيسي في مد الجسور الثقافية والفكرية وتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة، ولهذا تماهت الثقافة السعودية وتمازجت جنبا إلى جنب مع الدبلوماسية التي يقودها الأمير الشاب محمد بن سلمان في بريطانيا.. وكما حقق الحراك السعودي السياسي أهدافه الإستراتيجية، تمكنت مؤسسة صناعة القرار الإعلامية من استخدام الثقافة والفن والسينما للتقريب بين الشعبين السعودي والبريطاني، بحيث اصطحبت معها الثقافة والفنون لدعم الشراكة الثقافية مع بريطانيا تطبيقاً ل«رؤية 2030»، وتأكيدا على الانفتاح السعودي على الثقافات الأخرى، وتوسيع قاعدة الحراك الثقافي، لتصبح جزءاً رافداً حضارياً للسعودية وانطلاقة جديدة للثقافة باعتبارها أحد أهم محركات التحول الوطني نحو التنمية البشرية؛ خصوصا أن الرؤية تسعى لتطوير قطاع الثقافة في المملكة، وتأسيس مراكز حاضنة للإبداع، وخلق صناعة ثقافية تعنى بالفن والمسرح والسينما، والأنشطة الفنية والتشكيلية، وتحويل الثقافة إلى عنصر رئيسي للتواصل من خلال فعاليات الأيام الثقافية السعودية في بريطانيا Saudi Cultural Days التي تحمل اسم «كُلّي»، التي تتنوع بين معارض الفنون العريقة، وبرنامج الأفلام السعودية وعدد من الألوان الموسيقية. ويمكن اعتبار 7 مارس يوماً فارقاً في الحياة الثقافية في السعودية البريطانية، إذ قدمت الثقافة رؤيتها للشعب البريطاني، ونجحت في خلق فضاءات جديدة تمزج بين الرؤية البصرية وقوة الإنتاج وجودة المحتوى من خلال تدشين فعاليات الأيام الثقافية السعودية ضمن النشاطات المصاحبة لزيارة الأمير محمد بن سلمان لبريطانيا، التي افتتحها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد، أمس الأول في لندن، بالتعاون مع مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز (مسك الخيرية)، لإبراز جوانب متعددة للثقافة السعودية وفنونها وإرثها العريق ودورها في بناء الجسور مع الثقافات الأخرى وتحقيق مستقبلها المشرق في ظل رؤية المملكة 2030 المشتملة على معارض فنية وقسم للواقع الافتراضي وبرنامج الأقلام السعودية والفقرات الموسيقية. وأكد وزير الثقافة والإعلام الدور الفاعل للثقافة في بناء جسور التواصل مع الشعوب الأخرى كقوة ناعمة تسهم في ذلك، موضحا أن الوزارة تركز على تعزيز التواصل الثقافي مع مختلف الشعوب وتعزيز الحضور السعودي على المستوى العالمي.