بعد أن أرسلت المملكة المتحدة أول بعثة دبلوماسية إلى المملكة العربية السعودية بثلاثة أعوام، أرسل الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن أحد أكثر رجاله حنكة ودبلوماسية إلى لندن ليكون سفيراً للمملكة العربية السعودية عام 1930. الشيخ حافظ وهبة عرّفه أستاذ العلاقات الدولية من مملكة البحرين الدكتور عبدالله المدني، في عدد «عكاظ» الصادر في 13 أكتوبر من العام الماضي، بأحد المستشارين السياسيين في ديوان الملك عبدالعزيز، وأول ممثل لجلالته لدى بلاط السانت جيمس، وأول من حصل على جواز سعودي دبلوماسي، وأحد الذين ساهموا في تأسيس وتطوير النظام التعليمي في الدولة السعودية. ووفقاً للمدني، فإن وهبة الذي ولد في حي بولاق الشعبي الفقير بالقاهرة عام 1889 (البعض يورد تاريخا آخر لميلاده هو 1891) لأسرة محافظة متوسطة الحال، التقى الملك عبدالعزيز لأول مرة في إحدى زياراته المبكرة لشيوخ الكويت في عام 1916، بيد أن علاقة وهبة بالشيخ عبدالرحمن القصيبي في بومباي، أوصلته إلى الملك عبدالعزيز بعد أن بعث وهبة رسالة بليغة للملك يطلب منه فيها الالتحاق بخدمته، وهذا ما تم، في عام 1923. وحمل وهبة مستشار الملك الأمين، ملفات سياسية ساخنة، إذ تولى مع آخرين توثيق علاقات المملكة الفتية -آنذاك- مع المجتمع الدولي، ورافق ولي العهد الأمير سعود بن عبدالعزيز -آنذاك- في رحلته إلى مصر عام 1926، وقبل ذلك بعام كان قد عين مساعدا للأمير فيصل نائب الملك في الحجاز، فرافقه بهذه الصفة إلى الولاياتالمتحدة عام 1946 لحضور اجتماعات تأسيس هيئة الأممالمتحدة -بحسب مقالة الدكتور المدني في «عكاظ»-. وعن إيفاده إلى خارج المملكة لتمثيلها في مؤتمرات أو لافتتاح ممثليات في أعاقب تأسيس الخارجية السعودية عام 1930 وتعيين الأمير فيصل بن عبدالعزيز على رأسها، يورد المدني بعض الجوانب بالقول «ترأس الوفد السعودي إلى مؤتمر البريد العالمي في لندن سنة 1929، وكلف بترؤس الوفد السعودي للبحث مع وزير الخارجية العراقي ناجي شوكت حول الإعداد للقاء الملك عبدالعزيز وملك العراق فيصل الأول على ظهر البارجة البريطانية لوبن عام 1930، وأوفد إلى لندن عام 1930 كأول وزير سعودي مفوض في بريطانيا، واعتمد سفيراً فيها، وعين في الوقت نفسه أول وزير سعودي مفوض لدى هولندا ابتداء من عام 1931، وتم إيفاده إلى اليابان في عام 1938 لتأسيس أول اتصال رسمي بين الرياض وطوكيو، وأيضا لافتتاح أول مسجد في العاصمة اليابانية بضاحية «يويوجي»، وإرساله في عام 1943 إلى الولاياتالمتحدة بمعية الأميرين فيصل وخالد ضمن أول وفد سعودي رسمي إلى هناك». سيرة طويلة من الأمانة والوفاء، خطتها أعوام حافظ وهبة في العمل الدبلوماسي السعودي، استطاع من خلالها أن ينال ثقة المؤسس وأبنائه الملوك من بعده، قبل أن يحال إلى التقاعد عام 1966 ويتوفى بعدها بعام عن عمر ناهز ال80، قضاه في خدمة المملكة.