استهوى حي «أم خبز» العريق (وسط الطائف) كثيراً من المؤرخين الذين تناولوه في المعاجم المختلفة بالشرح والتفصيل، إلا أن سكانه الآن يرون أن حيهم الذي أصبح اسمه حاليا «الفيصلية» لم يستهوِ أمانة المحافظة، فغابت عنه كثير من المشاريع التنموية الأساسية، منها تدني مستوى الإصحاح البيئي وتكدس النفايات لقلة الحاويات فيه، فضلا عن معاناتهم التي تتفاقم بهطول الأمطار مطالبين بمشروع تصريف لها، إضافة إلى أن مدخل الحي ضيق بحاجة لتوسعة، وعلاج شوارعهم المتهالكة بسفلتتها وإنارتها والاهتمام بالحي التاريخي الذي نال اهتمام المؤرخين، ويبدو أنه لم يحظَ برعاية الجهات المختصة وفي مقدمتها الأمانة على حد قولهم. وأفاد خلف هزاع الجودي أن حي أم خبز من أقدم أحياء الطائف، تكون في بادئ الأمر من بيوت صغيرة مبنية من اللبن والطين، مشيراً إلى أنه سكن فيه منذ عام 1388، في بيت لبن له ثلاث مداخل ضيقة، على شارع عرضه لا يزيد على 8 أمتار. وبين أن الحي كان صغيراً وسكانه سابقاً من الجواد والعصمة وطويرق، أما الآن فتوسع وزاد عدد السكان، مبيناً أن حدود الحي غرباً مزارع الفتة، ومن الجنوب والشرق طريق الحويةالطائف، وشمالاً البلاد الأثرية القديمة العائدة للدولة والمسماة الربع. وذكر أحمد زبن الجودي أن حي أم خبز اشتهر بطابعه الأصيل وتاريخه العريق وموقعة المميز، لافتا إلى أن المسمى القديم لا يزال ينشط في ذاكرة السكان القدامى، ولكن الجيل الحالي لا يعرف تاريخه؛ نظرا للتطورات التي شهدها الحي على مر الزمن. وأشار الجودي إلى أن الحي تتوسطه مقبرة قديمة، وآخر جثمان ووري في ثراها كان قبل 40 عاماً، مشيرا إلى أن الحي بحاجة لمزيد من الخدمات التنموية والاهتمام من أمانة الطائف. وأوضح المؤرخ حماد السالمي الذي وثق تاريخ الحي في «المعجم الجغرافي للطائف» ل«عكاظ» أن أم خَبْز (بفتح الخاء وضمها)، منسوبة إلى ما يؤكل من رغيف الخبز، كانت مشهورة به أو بإنتاج القمح والشعير والذرة وكلها حبوب يصنع منها الخبز. ولفت السالمي في المعجم إلى أن البلادي ذكر أن أم خبز قرية من جنوبي الطائف شملها العمران كانت في عهد العجيمي -القرن العاشر- تسمى «قرية الخدام» لسكن خدام ضريح عبدالله بن عباس رضي الله عنهما فيها، مبيناً أنها قرية كانت شمالي الطائف بين شبرا والقيم، وشملها العمران ودخلت في حي الفيصلية، وكانت تزخر بالمزارع والآبار التي ما زال كثير منها على حاله، وبساتين متشابكة وبها ركبان منها ركيب ابن عباس وهو وقف على مسجد عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، وركبان دامرة حتى هذا التاريخ، موضحا أن فيروز أبادي (صاحب القاموس المحيط) تناول أم خبز بإسهاب، ما يدل على أهميته. وحذر السالمي من أنه بعد 10 أعوام أو 20 عاماً، قد يمحو تاريخ الموقع إن لم يهتم بتوثيقه، موضحا أنه قبل نحو 30 عاماً دمجت كثير من الأحياء في بعضها، وكل منها أصبح يحمل اسماً مختلفاً، ومع مرور الزمان تغيرت ملامحها. وذكر أن السكان القدامى يتذكرون تاريخ الحي، ولكن مع التطورات المتلاحقة التي تطرأ فإن الجيل الجديد لا يكون لديه خلفية معرفية عن تاريخه لعدم وجود توثيق؛ ولأنه لم يتم الأخذ بعين الاعتبار ما يحويه الموقع من قيمة تاريخية أسوة ببعض الدول التي تهتم وتحرص على أن يقترن الاسم القديم بالاسم الحديث للمحافظة على تاريخه ليكون نبراساً للأجيال القادمة. الأمانة: ننفذ تصريف الأمطار والسفلتة أكد المتحدث باسم أمانة الطائف إسماعيل إبراهيم أنه يجري تنفيذ مشروع تصريف مياه الأمطار في حي الفيصلية (أم خبز سابقاً)، لافتاً إلى أن عبارة العقيق مكمل وتمر من الموقع. ووعد بدعم الحي بحاويات لجمع النفايات وعمال نظافة في حال تبين لهم حاجته لذلك، مبيناً أنه يوجد لديهم ما يسمى ب«لجنة الأمانة والمرور» تدرس وضع الحي وإذا تم التأكد من حاجته لتوسيع المداخل سيتم ذلك. وذكر إبراهيم أنه يوجد لدى الأمانة برنامج الكشط وإعادة السفلتة، ينفذ على مستوى شوارع المحافظة كافة، مشيرا إلى أن الفيصلية ضمن المواقع المحصورة وينفذ فيه المشروع قريباً، موضحاً أن لدى الأمانة برنامج للتخلص من المطبات، وهناك تعليمات بمنع انتشارها.