في الوقت الذي يصاب فيه الإنسان ب«ارتجاج في المخ» عند ارتجاج رأسه بقوة تسارع تتراوح بين 60 و 100 «قوة جي»، يمكن لنقّار الخشب أن يصل نقرة لقوة تسارع 1400 «قوة جي» أثناء بحثة عن الطعام أو لجذب الأنثى، دحض بحث علمي الفكرة الرائجة عن عدم ترك هذا النقر آثاراً على دماغه، في الوقت الذي ينقر «نقار الخشب» آلاف المرات طيلة حياته ويعيش على الأرض منذ نحو 25 مليون عاماً. وأوضح بحث نشر يوم أمس (الجمعة) حسب «رويترز» أن كل هذا النقر للطائر الصغير يترك آثاراً على دماغ نقار الخشب. وأشار علماء أن فحصا توصل إلى تراكم بروتين «تاو» في أدمغة طيور نقار الخشب وهو ما يرتبط عند البشر بحدوث تلف في الدماغ نتيجة أمراض عصبية وصدمات في الرأس. وفحص الباحثون أنسجة من دماغ نقار الخشب ونوع آخر من الطيور لا ينقر، عقب اختيارهم عينات البحث من مقتنيات في متحف «فيلد» في شيكاجو ومتحف التاريخ الطبيعي في جامعة هارفارد، أظهرت أن البروتين «تاو» يتراكم في أنسجة دماغ نقار الخشب على عكس الطائر الآخر الذي لا ينقر. ولفت خريج كلية الطب بجامعة بوسطن جورج فاراه الذي شارك في الدراسة المنشورة إلى أنه كان من المعتقد أن نقار الخشب لا يعاني من إصابة في الدماغ، بينما أظهر هذا البحث عكس ذلك، مشيراً إلى محاولة العلماء الآن تحديد ما إذا كان تراكم البروتين تاو يشير إلى حدوث تلف في الدماغ أم أنه أمر وقائي. ومن جهته قال أستاذ الأمراض العصبية في كلية الطب بجامعة بوسطن بيتر كامينجز أن البروتين تاو يساعد على استقرار الخلايا العصبية بالدماغ، لافتاً إلى تراكم نوع من أنواع البروتين إذا لحق ضرر بالخلايا العصبية مما يغير أحيانا من وظيفة الدماغ. وأشار كامينجز إلى إن هناك العديد من أنواع البروتين تاو وبعضها قد يكون وقائيا، وأضاف "إذا كان النقر يؤدي إلى زيادة تراكم تاو فإن دراستنا لا يمكنها تحديد الفارق بين البروتين تاو الذي يمكن أن يكون وقائيا أو مرضياً، لكن يمكن الافتراض أنه بما أن هذه الطيور تعيش وتنمو منذ ملايين السنين فإن المرض العصبي الناجم عن الصدمات قد لا يمثل مشكلة".