• دائما ما تكون هناك بعض الموضوعات الشائكة التي تطرح على طاولة الإعلام دون أن نعرف ما فيها، مما تثير بعض البلبلة حولها، ولعل موضوع إعداد المنتخب الأول لنهائيات كأس العالم لا يزال يكتنفه بعض الغموض حول الإستراتيجية التي يسير عليها. • فبرنامج المنتخب لا يزال تحوم حوله كثير من الضبابية، وعدم وضوح الأهداف والإستراتيجيات التي يعمل عليها اتحاد الكرة، مما يجعلنا قلقين على وضعية المنتخب قبل خوض المونديال. • لذا كان ينبغي على إدارة المنتخب إعلان برامجها الإعدادية والإستراتيجية التي سيسير عليها في تأهيل المنتخب لكأس العالم وإيضاح كل الخطوات المتبعة بالتفصيل حتى لا تترك مجالا للاجتهاد الإعلامي الذي قد يؤثر في التفاعل مع المنتخب خلال المرحلة القادمة. • وقد يتفق معي الكثيرون بأن الصورة منذ الإعلان عن إقالة باوزا وحتى هذه اللحظة صاحبتها ضبابية غير واضحة، ولعل في استقالة ماجد عبدالله كثيرا من الحروف التي كان ينبغي على اتحاد الكرة وضع النقاط عليها. • فإحضار مدرب ثم إلغاء عقده بعد فترة وجيزة ونسف كل البرامج التي عملت، وعدم الاستفادة من المباريات التي خاضها المنتخب ثم إحضار مدرب آخر والعودة مرة أخرى إلى المربع الأول تبعته المشاركة بمنتخب «مختلف» في كأس الخليج، وغياب أهداف تلك المشاركة، ثم اختيار أسماء بعيدة كل البعد عن البرنامج الإعدادي لمباراة يفترض أن تدرج ضمن برنامج المنتخب حتى يستفيد المدرب منها للتعرف على العناصر التي ستذهب معه لمونديال كأس العالم والتعرف أكثر على إمكانياتهم. • فالوقت مهم للجهاز الفني لمعرفة التفاصيل عن المنتخب الذي سيقوده في المونديال، حيث كان من الأجدر أن يعتمد المدرب على الأسماء الأساسية أو المحتمل إدخالها على التشكيل بدلا من استدعاء لاعبين لا يمكن أن يعطوا أكثر من 30 إلى 45 دقيقة في الملعب، إلا إذا كان الهدف من المشاركة في المونديال تكريم أولئك اللاعبين فهذا أمر مختلف، ويتنافى مع الأهداف التي أعلن عنها معالي رئيس الهيئة تركي آل الشيخ في أول ظهور له بعد توليه زمام الأمور في الرياضة السعودية، والتي ركز فيها على طموح المنتخب السعودي في المونديال. • ندرك تماماً أن المباراة قد تكون متعارضة مع روزنامة المسابقات المحلية، أو قد تسهم في تعطيل الدوري، ولكن يظل «المنتخب أولاً» كشعار يجب على جميع الأندية العمل به لتدعيم جاهزية الأخضر. • الأمر الآخر، في حالة مشاركة المنتخب بهذه الأسماء «المترهلة» في مباراة العراق الودية والتكريمية، ما هي الدروس المستفادة منها في حالة إبعاد 90% من الأسماء التي ستشارك معه في المباراة، عطفا على لو خسر بنتيجة كبيرة لا قدر الله ستكون بداية غير مشجعة للمدرب بيتزي، الذي ينبغي أن يدرس كيفية تقديم نفسه كمدرب للشارع الرياضي وإقناعهم بقدراته. • فاختيار لاعبين أمثال حسين عبدالغني ومحمد الشلهوب برغم تاريخهما الكبير لا تخرج عن كونها مغامرة غير محسوبة من إدارة المنتخب. • لذا آمل من إدارة المنتخب الكشف عن الإستراتيجية ومراحل الإعداد ونوعية اللاعبين الذين من الممكن الاستفادة منهم خلال المرحلة القادمة، حتى نستطيع أن نحكم على واقع منتخبنا ومدى إمكانية تجاوزه للدور الثاني من المونديال من عدمه، فالأحلام تحتاج إلى عمل في الواقع لترجمتها. al_sharef4@