لقد توارت الوطنية ومعها المسؤولية الأمينة الصادقة التي تراقب الله أولا وترعى شؤون مواطنيها في صدق وإخلاص ودراية وعقلانية.. وتعرف جيدا أن تصرفها في المال العام لا يتيح لها أن تطلق يدها فيه.. فذلك تعسف يدخل في إطار السرقة.. ومؤلم جدا أن نرى أوضاع الأمة العربية وقد غاصت في وحل الإهمال والتردي.. الأمر الذي ضاعف من معاناة الشعوب العربية وزادها فقرا وجوعا وتهالكا. قطر وعبث الصبية الصغار: لم يكتفِ الغرب بزرع الكيان الصهيوني إسرائيل شوكة في خصر الأمة العربية.. بل زاد على ذلك ونجح في استمالة حكام قطر الذين يعانون من النرجسية وحب الذات.. فاختلسوا المال العام القطري في شراء الأسواق الدولية كهاردوز والأندية المشهورة باريس سان جرمان، كل ذلك لإرضاء النزوات الطائشة حبا في الظهور.. ولم تكتفِ قطر بهذا بل مارست الخروج عن القانون والخروج على الإجماع الخليجي والعربي أمام أنظار العالم.. وأصبحت أداة ومعول هدم في أيدي أعداء الخليج والأمة العربية من صديقتها الصدوق إسرائيل وإيران وكل من يعادي العرب والمسلمين.. فأخذت سبيل الإساءة إلى دول الخليج، وأخذت تعمد إلى التعاون مع طهران، واحتضنت الإخوان المسلمين وأفسحت لهم المجال.. ولعل قناة الجزيرة ومن وراءها قد برهنوا على أنهم ضربوا أسوأ الأمثال في نشر الغسيل القذر وبث الفرقة وتمزيق كيان الأمة إربا إربا لأهوائهم الشخصية المريضة.. كل ذلك من أجل إزعاج المسؤولين في دول الخليج. فرّق تسد: وكأنما هم يرفعون الشعار الأثري الذي كان ديدن الساسة الإنجليز مبدأ فرق تسد.. ففرقت العالم الإسلامي والعربي وجعلت منهم شعوبا وقبائل متنافرة متناحرة. قطر والعبثية وتلاشي الضمير الحي: لعل آخر ما تفتق عنه ذهن الإدارة الحاكمة في قطر.. ملاحقة المقاتلات القطرية من نوع «ميراج» التي انطلقت من «قاعدة العديد» في وضع دفاع جوي مسلح، لاعتراض طائرتين إماراتيتين في رحلتين اعتياديتين ومجدولتين ومعروفتي المسار ومستوفيتين للموافقات والتصاريح اللازمة والمتعارف عليها دولياً.. في تهديد متكرر لسلامة الطيران المدني، وخرق واضح للقوانين والاتفاقيات الدولية.. لا لشيء وإنما لإشباع نهم الغطرسة والغرور وفك الخناق عن سيدتها الشريفة إيران التي أضحت محط انتقادات صارخة من كل العالم الذي سلط الأضواء على الانتهاكات والممارسات الطاغية من قتل مواطنيهم ومن الاعتقالات ومن التعذيب.. كل ذلك على مرأى من قطر وكأنها ترقص طربا (لم آمر بها ولم تسؤني). هب العالم كله العربي والإسلامي مستنكرا هذا العدوان غير المسؤول على الطائرتين اللتين تحملان ركابا من أجناس شتى.. وبهذا الاعتداء السافر الغاشم.. عرضت الطائرات المقاتلات القطرية حياة هؤلاء الركاب، الذين هم يمثلون أطيافا شتى من العالم، لخطر كبير. ولعل ممارسة العنترية هي خطوة غير محسوبة وإنما ذلك يأتي نتيجة نفسية مكبوتة.. تعيش العزلة وتبحث عن منفذ ولو كان في ذلك ما فيه من الخطورة وتعريض أرواح المدنيين للخطر. قطر تنفي: وبكل أسف ومن عجب العجاب أن تبادر قطر إلى النفي وكأنما لا تدرك أن العالم كله مكشوف أمام الأقمار الصناعية، وأن كل الرحلات مسجل مسارها بالصوت والصورة أمام أجهزة الرصد.. ولكن إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت، ومن لا يدرأ العواقب فإن العقاب الصارم سيأتي ولو بعد حين.. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد وحسبي الله ونعم الوكيل. [email protected]