تبدو المنافسة بين العواصم الأوروبية، خصوصاً لندنوباريس شرسة، على من يحصد المركز الأول في سباق تسلل عصابات إلى الفنادق و«المولات» والمطاعم الفخمة، بهدف السرقة سواء من الأماكن نفسها أم من أشخاص يرتادونها؟ أخيراً نشر في الصحف وانتشر في مواقع التواصل الاجتماعي خبر يهز الثقة بين السائح وفندق «ريتز - باريس»، وربما مدينة باريس بأكملها، إذ نفذت عصابة مكونة من 5 أشخاص عملية سطو «جريئة جداً» بالفؤوس، حطمت واجهات الطابق الأرضي للفندق للاستيلاء على المجوهرات المعروضة في الفندق، لسرقة مجوهرات تقدر قيمتها بنحو 4 ملايين يورو. بعد تحريات الشرطة تمكنت من إلقاء القبض على 3 من أفراد العصابة فيما لاذ 2 منهما بالفرار. ما الذي يحدث في عاصمة النور ؟ ليس «الريتز» أول ولا أعتقد آخر فندق يشتكي من لصوص يستهدفون محلات الفندق أو نزلاءه. الأمر فعلاً يستحق الحذر والتنبه، من العوائل الخليجية التي تسافر إلى تلك البلدان، لكوننا نظن أننا في مأمن في فنادق فخمة، ثم نكتشف أننا في أكثر الأمكنة عرضة للسرقات والنشل وعدم توفر الأمن الكافي. والسؤال: كيف تتسلل تلك العصابات إلى الفنادق؟ هل يسهل دخولها لأي سبب من الأسباب، أم يتم تسريب معلومات وتفاصيل عن النزلاء وما يوجد في الغرف عن طريق بعض العاملين الذين يدخلون الغرف لتنظيفها وخلاف ذلك، وبإمكانهم التنبه للموجودات والمقتنيات داخل غرف الفنادق؟ أيضاً، ربما هدف البعض الأساسي من العمل في تلك الفنادق الفخمة تسهيل عملية السرقات للعصابات وتحديد الأوقات المناسبة التي لا يتواجد الأشخاص في غرفهم ويبقون على تواصل مع اللصوص؟ أم أن أفراد تلك العصابة جهلة إلى درجة أنهم لا يملكون الوعي، اعتقاداً منهم أن كاميرات المراقبة في ممرات الفنادق لن تلتقطهم وأنهم يسيرون في غابة وعملية القبض عليهم أمر مستبعد؟ أو ربما أنهم متابعون لأفلام المغامرات السينمائية الخيالية، وفضلوا ما يشاهدونه على أرض الواقع والخروج بأية نتيجة! وأتذكر ما حدث الصيف الماضي من سرقات في لندن، وهو ما يتكرر حدوثه كل صيف عند تجمع السياح الخليجيين، إذ تتكاثر عصابات السرقة ووجوه غريبة لا تراها في باقي أيام السنة! يبدو أن تلك العصابات متخصصة في «نشل» الخليجيين «المتفشخرين»، فيما لا يتعرضون للسياح الآخرين من جنسيات عدة، نظراً لأن الخليجيين جعلوا من أنفسهم هدفاً لتلك العصابات، وبمجرد أن ينقضي فصل الصيف ويغادر الخليجيون إلى بلدانهم، تختفي تلك العصابات أو تغادر لبلدان أخرى. أعتقد أن الجهات الرسمية المعنية في البلدان الخليجية بحاجة إلى التدخل وتوعية السائح الخليجي بأنظمة تلك البلدان، والتنويه بضرورة الالتزام بتعليمات السفارات للوقاية والحماية من شرور تلك العصابات المسعورة.