حولت الأفكار الجريئة شارع قباء «الشهير» بالمدينةالمنورة من شارع يمتلئ ب «ضجيج المركبات» إلى «جادة مشاة»، بمتابعة أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز. ونجحت هيئة تطوير المدينة في تنفيذ مشروع تحويل بداية شارع قباء إلى «جادة مشاة»، وعلى جانبيه محلات تجارية بطراز تراثي قديم، إذ غيرت هيئة تطوير المدينة بالتعاون مع أمانة المنطقة واجهات المحلات التجارية المطلة على شارع قباء واكتسائها «حلة تراثية جديدة». وتسعى الهيئة إلى تنفيذ المشروع على مراحل عدة ليشمل كامل الطريق ويصبح للمشاة. ويعتبر شارع قباء من المواقع المستهدفة والمدرجة ضمن مبادرة إمارة منطقة المدينة لبرنامج «أنسنة المدينةالمنورة»، وهو أحد التوجهات الحضارية التي تعزز التنمية وتلائم بين الإنسان ومدينته لجعلها مكاناً مناسباً بيئياً وصحياً واجتماعيا للتعايش معها. ويبدأ مسار مشروع درب السنة أو «جادة قباء» من جنوب المسجد النبوي الشريف وحتى المنطقة الشمالية المحيطة بمسجد قباء التاريخي، بطول 3 كيلو مترات، وعرض 300 متر، وبعد اكتمال المشروع تم إنشاء 5 ساحات مختلفة يفصل بين الواحدة والأخرى 60 مترا، بالإضافة إلى إعادة عدد من البوابات القديمة في المدينةالمنورة، وسيكون لكل ساحة تفاصيلها الخاصة، إذ سيوجد في إحدى الساحات سوق شعبي يحاكي التراث الشعبي القديم للمدينة المنورة. «عكاظ» نزلت للميدان في جولة مسائية على الجادة، ورصدت بالصور المراحل المكتملة من المشروع وبعض الفعاليات المقامة هذه الأيام في إجازة نصف العام الدراسي. والتقت العديد من رواد الجادة الذين قدموا في البداية شكرهم لأمير المنطقة على هذه المبادرات الجريئة التي أسعدتهم، وتحدثوا عن انطباعاتهم حول تلك المبادرات ومنها «جادة» قباء. يقول رئيس لجنة المسرح بفرع جمعية الثقافة والفنون بالمدينة فهد الأسمر: «كان سوق قباء الذي يقع على الطريق هو سوق المدينة الأول قبل إنشاء الأسواق التجارية الحديثة، وجميل جداً أن يحافظ على طابعه العام القديم كسوق، وأن يتحول إلى «جادة» تحتفظ بعبقها القديم وتواكب كل ما هو حضاري، كما هو حاصل في كل بلدان العالم بالمحافظة على المواقع القديمة بدلاً من إزالتها»، وأوضح أن التطور يواكب حاجات أهالي المدينة وزائريها للفعاليات التي تقام فيها، وستكون متنفسا للأسر، مشيرا إلى أن جمعية فنون المدينة ستواصل تقديم الفعاليات الترفيهية المنوعة في إجازة منتصف العام وإجازات نهاية الأسبوع. من جانبه، يقول موسى الشهراني (زائر): «شارع قباء بعد الجادة أصبح أفضل من السابق، وما يميز الموقع عن السابق اختفاء ضجيج المركبات وروائح عوادمها»، أما مهند الرشيدي فيؤكد أن شارع قباء أصبح أفضل من السابق بوضعه الحالي، بعد أن خصص للمشاة فقط، مبينا أنه يحضر يومياً لجادة قباء لممارسة رياضة المشي. ويشير إلى أن ما تقدمه «الأسر المنتجة» في الجادة من منتجات وأطعمة صحية جذبت الكثير من الزوار، لما تتميز به من نظافة وجودة، شاكرا كل من ساهم في هذه المبادرة وتقديم الخدمات الجليلة للجميع.