لم يكن أحد من النصراويين يتمنى أن تكون نهاية رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي بهذا الشكل المؤلم، حتى بالنسبة لمن كانوا يطالبون باستقالته ليل نهار وأنا أحدهم. شخصيا تمنيت لو أن فيصل بن تركي لم يتراجع عن أول استقالة تقدم بها، وكنت من بين الذين طالبوا بتنحيه عن رئاسة النادي، خصوصا بعد أن بدا واضحا أنه لم يعد قادرا على معالجة الأخطاء، وعاجز عن إيجاد الحلول الناجعة لمشاكل النادي، وأهمها المشكلة المادية التي وضعت النصر على رأس قائمة الأندية السعودية الأكثر دينا، وبدا واضحا أن «كحيلان» كما يحب بعض النصراويين تسميته، يعمل بلا خطة واضحة، وبلا رؤية، ويدير النادي بطريقة مرتجلة، معتمدا على بعض الإعلاميين في تقديم صورة زائفة وغير حقيقية عن برنامجه في قيادة دفة النادي. لقد كتبت مبكرا محذرا من خطورة عناد الأمير فيصل بن تركي وإصراره على الاستمرار في رئاسة النادي، وقلت إنه استنفد كل الفرص في إصلاح حال النادي، وقلت إنه كمن وجد نفسه في حفرة، وبدل أن يتوقف عن الحفر استمر في تعميقها. لقد كانت الوفرة المالية في جيبه تردم الفجوات والأخطاء الكبيرة في عمل إدارته، لكن آخر موسمين غاب المال وازدادت الأخطاء، واستمر سوء الأداء، وواصل هدر أموال النادي في الصفقات الفاشلة مع المدربين والمحترفين الأجانب، والتي كلفت خزينة النادي عشرات الملايين من الريالات، وعشرات القضايا المرفوعة ضد النادي في الفيفا، ويستحق فيصل بن تركي لقب صاحب أفشل الصفقات الأجنبية في الدوري السعودي، ولا ينافسه أحد على هذا اللقب. وكلمة الحق التي يجب أن تقال لصالح رئيس النصر «السابق»، هي أنه من بنى هذا الفريق وكان يمكن له أن يحقق مع النصر رقما صعبا وتاريخيا من البطولات، لكنه دفن مع الأسف كل قراراته الصائبة بركام هائل من القرارات الخاطئة التي حرمت النصر من بطولات كان قاب قوسين أو أدنى منها. وإذا كان قرار هيئة الرياضة بحل مجلس إدارته جاء متأخرا وبعد مطالبات واسعة من جمهور النادي، فهو أفضل من أن لا يأتي أبدا، وقد حظي القرار بترحيب واسع النطاق بين جمهور النادي، مؤكدا أنني كنت أتمنى لو أن فيصل بن تركي استبق القرار باستقالة، ولو على طريقة «بيدي لا بيد عمرو» ! ومما زاد من بهجة النصراويين وسعادتهم بهذا القرار من أعلى سلطة رياضية بالبلد، هو تعيين النصراوي سلمان المالك رئيسا مؤقتا للنادي، فهذا الرجل يحظى بقبول واسع النطاق في أوساط النصراويين على مختلف المستويات، ويعول عليه النصراويون كثيرا في توحيد صفهم، الذي تعرض للتشظي في العامين الأخيرين جراء الانقسام في الموقف من إدارة النادي. ويراهن كثيرون على أن المالك قادر في هذه المرحلة، رغم التركة الثقيلة التي ورثها من سلفه، على إحداث انفراجة كبيرة في الحالة النصراوية يتم البناء عليها لإعادة النصر إلى البطولات.