أكد المحلل السياسي البارز باولو كاساكا أن النظام الثيوقراطي (الكهنوتي) في إيران معزول محليا ودوليا، ولا يمكنه أن يمسك بالسلطة لفترة طويلة. وقال باولو العضو البرتغالي السابق في البرلمان الأوروبي في مقابلة مع قناة (DW) الألمانية أمس الأول، في معرض حديثه عن العوامل التي أدت إلى الانتفاضة الإيرانية: إن القضايا الاقتصادية أشعلت حركة احتجاجية ترجمت بسرعة إلى شيء أكبر، إذ يطالب الناس بتغيير النظام، وإنهاء الحكومة الدينية واستبدالها بحكومة ديموقراطية. وفيما يتعلق بمستقبل النظام، توقع كاساكا أن تؤدي الاحتجاجات إلى سقوط النظام، مؤكدا أنه لا سبيل إلى أن يتمكن هذا النظام المعزول من البقاء على قيد الحياة في هذه الأزمة هذه المرة، لأن لا أحد في إيران وخارجها يعتقد بعد الآن في إصلاح المحافظين. وشدد على أن القمع وحده هو الذي أبقى نظام الملالي في الحكم حتى الآن. فيما اعتبر الإعلامي في محطة «إن بي سي» الأمريكية أيمن محيي الدين أن الاحتجاجات الحاشدة ضد نظام طهران نتاج الإجراءات الخبيثة التي تمارسها إيران في الشرق الأوسط. وعزا الانتفاضة الواسعة النطاق إلى ارتفاع الأسعار وسوء الإدارة الاقتصادية، لكنها أخذت بعدا سياسيا تمثل في المطالبة بإسقاط نظام ولاية الفقيه، والتنديد بسياساته في دعم ورعاية الإرهاب في الخارج بدلا من توجيه أموال رفع العقوبات إلى البناء والتنمية. وأوضح محيي الدين أن الشعب الإيراني أدرك حقيقة أنه لم يجن من الفوائد ما كان يفترض أن يكون من خلال الاتفاق النووي، وأن الأموال التي كان النظام يتحصل عليها يتم تحويلها واستخدامها لتمويل ودعم الدكتاتور بشار الأسد، وتعزيز قدرات ميليشيا «حزب الله» الإرهابية، وإمداد المتمردين الحوثيين بالسلاح والصواريخ، ما أدى إلى استنزاف موارد الدولة وإفقار الشعب الذي يعيش نحو نصفه تحت خط الفقر. وأشار إلى تغريدة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب دعا فيها إلى دعم المتظاهرين، منتقداً إدارة سلفه باراك أوباما بسبب الأموال التي ذهبت إلى نظام طهران لدعم الإرهاب وجيوب كبار المسؤولين الإيرانيين.