حققت الدبلوماسية السعودية اختراقات كبيرة في تفكيك وتحجيم بنية المخططات التخريبية في محيطها الجغرافي بشكل خاص ومحيطها العربي بشكل عام، وتأتي هذه المنجزات التاريخية الكبرى للدبلوماسية السعودية في سياق التحول النوعي في الخيارات الإستراتيجية التي تتبناها الدبلوماسية السعودية تماشيا مع ركائز القوة في رؤية 2030 السعودية. يؤكد ذلك التموضع المنشود في الرؤية إقليميا ودوليا مقاربة تطورات محيط المملكة الجغرافي في عاصفة الحزم، والتحالف الدولي في قمة الرياض مايو 2017 لمكافحة الإرهاب إعلاميا وماليا وأمنيا، ومقاطعة النظام القطري. حيوية عاصفة الحزم وإعادة الأمل في اليمن والتصدي المتزامن لحملات قلب الأحداث عن الوضع الإنساني في اليمن يعبر عن مستوى عال من التفاعل مع الحدث والأبعاد التي يقتضيها الحدث. أحد أكبر الشواهد كان التقرير الأممي الذي انتقد زورا قوات التحالف في اليمن بناء على تقارير مزورة مقدمة من ميليشيات الحوثي بالتعاون مع المخابرات القطرية والحرس الثوري الإيراني. وبفعل تلك الحيوية تمكنت الدبلوماسية السعودية من تقديم التصور الصحيح للواقع والحقائق، مما أدى إلى تراجع الأممالمتحدة في غضون ساعات قليلة عن ذلك التقرير المزور، بل قدمت المؤسسة الدولية الشكر والإشادة بالجهد الإنساني الذي تقوم به المملكة لرفع المعاناة عن المواطن اليمني المختطف في صنعاء وتعز والمناطق المسيطر عليها من الميليشيات. ومع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قدمت الدبلوماسية السعودية موقفا راسخا في تأكيد الحق الفلسطيني على كامل أراضيه وعاصمته القدسالشرقية، عبر عنه بيان الديوان الملكي بلغة واضحة وصريحة ومنطق قويم ودعوة للرجوع إلى الحق، رغم ما لحق السعودية وشعبها من حملات التشكيك والتحريض التي تقودها المخابرات القطرية ومخابرات الممانعة المفتعلة. المفارقات بين الشيم العربية الأصيلة والقيم الإسلامية السمحة التي تحلت بها القيادة السياسية في المملكة من نبل وتواضع وترفع عن ذكر المحاسن أو المحاسبة على الزلل والخطأ، وبين قواعد العمل الدبلوماسي الحديثة تستدعي تحديثا عصريا. أعتقد أنه يقع ضمن سياق دبلوماسية الحزم مهمة إنهاء فصل حملات التشكيك والعداء للسعودية في عمق القواعد الشعبية لتلك الدول التي تنطلق منها الإساءات. معاداة السعودية تستحق أن تقوم السفارات السعودية في المحيط الجغرافي المباشر كمرحلة أولى بتتبع المناهج المدرسية والجامعية أيضا والمؤسسات والشخصيات الإعلامية التي تحتوي على تهميش أو إساءة إلى السعودية أو إغفال لأدوارها المهمة في استقلال وتنمية الدول العربية والإسلامية، ودورها في القضية الفلسطينية على وجه الخصوص، والجهد السياسي والاقتصادي والعسكري الذي بذلته المملكة بنهج ثابت منذ عهد المؤسس رحمه الله وإلى يومنا هذا وإلى الأبد. أهمية الرقابة الدبلوماسية الإعلامية والتربوية تأتي ضمن الوصفة الدبلوماسية الحديثة التنموية لتسكين العداء المستفز غير المبرر ضد السعودية. [email protected]