على أنه رسخ حضوره الإبداعي في ذاكرتنا صغاراً وكباراً طيلة 60 عاماً مضت، ونجح في نقش الشخصيات المرسومة في مخيلتنا على النحو الذي أراده، إلا أن الأمريكي بوب جفنيز رحل في صمت دون أن يشعر به أحد، بعد حياة عاشها مجهولاً خلف رسوماته التي طُبعت في ذاكرة البشر، الذين عاصروا ثورة التلفزيون والرسوم المتحركة، فمن منا لم يشاهد توم وجيري عبر عقود طويلة كانا فيها الوجبة الرئيسية للمتعة، أو يستمتع بشخصية باغز باني الشهيرة والبطة دافي وألفين أند ذا شيبمانكس وباباي وغيرها. مضى بوب عن عمر يناهز 99 عاما قبل 12 يوماً دون أن يعرف بخبر وفاته أحد، قبل أن تضطر ابنته لإعلان وفاته أمس وتشير إلى موته في 14 ديسمبر بسبب مشكلات في التنفس؛ لأنه ببساطة لم يكن في واجهة القصة كالآخرين، ولم يُذكر حتى في كثير من الأعمال التي قدمها إلا بشكل عابر، وتكاد تخلو قائمة التعريف بالعمل في الموسوعات الإلكترونية من اسمه رغم أنه شريك إبداعي لجوزيف باربيرا مكتشف أغلب الشخصيات الذي توفي 2006 في لوس أنجليس عن 95 عاما، والمنتج ليام هانا الذي مات عام 2001 عن 90 عاماً. بوب بدأ حياته المهنية في رسوم الكرتون عبر ديزني عام 1937 وأصبح مشهورا بعمله على شخصية «دونالد داك» و«بياض الثلج»، ثم «باغز باني» وبقية الشخصيات.