بدأت مقاصد إيران من تصريح وزير استخباراتها محمود علوي الذي اتهم فيه الدوحة بدعم الإرهاب، تتكشف يوما بعد آخر. فبعد 24 ساعة فقط من ذلك التصريح، شهدت الأراضي القطرية لمدة يومين متتالين اجتماعات غير معلنة ل29 رجل أعمال إيرانيا مع مسؤولين قطريين رفيعي المستوى بهدف التعرف على فرص استثمارية في 10 مجالات، وهو ما يرسم سؤالا عريضا حول ما إذا كان تصريح علوي جاء بهدف ابتزاز الدوحة لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة من تلك الزيارات أو أنه جاء بهدف التغطية عليها. الاجتماعات القطريةالإيرانية التي تمت خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين، ركزت على بحث إبرام صفقات في 10 مجالات ستعود بفوائد على الشركات الإيرانية بمليارات الدولارات. ومن خلال تتبع الأنشطة الاقتصادية التي ركزت عليها المباحثات القطريةالإيرانية، بدا أن الدوحة تفكر جديا بتسليم الجانب الإيراني جزءا كبيرا من ملف إنشاءات الملاعب التي ستحتضن مونديال كأس العالم 2022، إذ كانت شركات التشييد والبناء الأعلى تمثيلا في الوفد الإيراني الذي زار الدوحة خلال الأيام الماضية، بواقع 7 شركات. وتخللت زيارة رجال الأعمال الإيرانيين إلى الدوحة، عقد لقاءات سرية مع 3 وزراء قطريين، هم: وزير المواصلات والاتصالات جاسم بن سيف السليطي، ووزير الاقتصاد والتجارة أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، ووزير الطاقة والصناعة محمد صالح عبد الله سادة، إذ اجتمع الأول مع شركة الشحن والملاحة الإيرانية، فيما عقد الثاني لقاء موسعا مع جميع أعضاء الوفد الإيراني، بينما اجتمع الثالث مع شركات النفط والغاز الإيرانية. وفي خطوة قطرية لمحاولة إنعاش 3 مصارف إيرانية سبق أن وقع بعضها تحت طائلة العقوبات الدولية، شهدت زيارة رجال الأعمال الإيرانيين إلى الدوحة عقد لقاء ضم ممثلين عن بنوك «بارسيان» و«سامان» و«باساركاد» لبحث افتتاح فروع لتلك البنوك على الأراضي القطرية، علما أن بنك سامان من البنوك الإيرانية التي شهدت حوادث احتيال مالي ناجم عن قضايا فساد. وفي مؤشر يعكس عدم صدقية اقتراب قطر من الاكتفاء الذاتي من الناحية الغذائية، ضم الوفد الإيراني ممثلين عن 3 شركات تتركز أنشطتها في إنتاج الألبان ومشتقاتها والفواكه والخضراوات والمواد الغذائية المعلبة، فيما ضم الوفد ممثلين لشركات خاصة بإنتاج مساحيق النظافة والغسيل وأدوات التنظيف المنزلي.