برز على السطح أخيرا التداخل الكثيف بين الإعلام والسياسة وتقنيات الاتصال الجديدة، والمراقب لقنوات التكامل بين الإعلام والسياسة يلحظ أن المؤسسات الإعلامية في المحيط العربي أضحت واحدة من الأدوات الفعالة في تحقيق إستراتيجيات الدول في حالتي السلم والحرب. ولعل هذه المقاربة التي سقتها هنا تعد مدخلاً مهما للحديث حول تعيين الأمير الدكتور سعد آل سعود عميداً لكلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، الذي زاوج بين التخصصين خلال مسيرته العلمية فهو المتخصص في مجال الإعلام بنيله درجة الماجستير في الإعلام الدولي في 1999، ثم واصل بعدها رحلته العلمية ليدعم تخصصه بشهادة أكاديمية أعلى، فحصل على درجة الدكتوراه في الاتصال السياسي عام 2007، ما يدل على أنه إعلامي بجينات سياسية، وما بين المجالين تظهر موهبة الأمير وملكته الإبداعية، لينهل منه الشعر العذب باعتبار أن الشعر قديماً كان وسيلة إعلام تفنن العرب في تحقيق أهدافهم عبرها، فالأمير سعد آل سعود يحمل سفراً من الإعلام القديم بإبداعه الأدبي، مصحوباً بأرفع الدرجات العلمية في الإعلام الحديث، ليتوج ذلك بجلوسه على دفة قيادة سفينة الإعلام والاتصال فى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. لم يكن تعيين الدكتور سعد آل سعود عميداً لكلية الإعلام بجامعة الإمام وليد صدفة، بل أتى من واقع فرضته القيمة التفضيلية الكبيرة له، لما يحمله من مؤهلات شاملة جعلت منه خياراً موفقاً، فقد تدرج الدكتور سعد في المناصب والإدارات بالجامعة، إذ عمل رئيسا لقسم الإعلام المتخصص ثم وكيلا للتطوير والجودة، ثم وكيلا للدراسات العليا بالكلية، وهو عضو في مجلسها العلمي، بجانب عضويته في كرسي اليونسكو للحوار بين أتباع الديانات والحضارات، فبعد هذا التدرج وبكل هذه الخبرات حظيت كلية الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بوجوده على دفة قيادتها، فالأمير الدكتور سعد آل سعود هو خير خلف لخير سلف، والقرار الذي أصدره مدير الجامعة الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل بتعيين الدكتور سعد بن سعود آل سعود عميداً لكلية الإعلام والاتصال بالجامعة خلفا للأستاذ الدكتور عبدالله محمد الرفاعي جاء في وقته تماما، خصوصا في ظل التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة، والدور الريادي للمملكة في مكافحة الإرهاب ومعاونة دول المنطقة على تجاوز كبواتها، وتحقيقاً لرؤية المملكة تسعى الكلية لإعداد كادر إعلامي شامل مؤهل يدرك التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فكلية الإعلام والاتصال تضم ستة أقسام علمية للطلاب والطالبات في مرحلة البكالوريوس والدراسات العليا، ويعمل فيها نخبة من الأساتذة أعضاء هيئة التدريس وخبراء الإعلام من المملكة وخارجها. والأمير الدكتور سعد آل سعود يعي أن لكلية الإعلام دوراً كبيراً فى خدمة المجتمع، خصوصا بعد أن أصبحت كلية مستقلة، لها كيانها وأقسامها، فهي تسعى لتحقيق الجودة في المخرجات والرقي في العملية التعليمية، لتكون المخرجات لبنات صالحة تخدم الدين والوطن.