وقفت بعض الجماهير اليابانية ترحب بنادي الهلال في النهائي الآسيوي وهي تحملُ لافتة كتب عليها السيّد «تُرجمان»: «ياهيا الهلال»! ترجمانٌ قلب الهاء حاءً تعكسُ واقع تعاملنا مع لغةٍ نزل بها كلامُ اللهِ على الأرضِ؛ ليحكم بها أهلُ الأرضِ أرضهم حتى قيام الساعة. ترجمانٌ جهل، فجهلت معه أمة «اليابان»، يختصرُ لنا ما يُفعلُ بقصدٍ وبغيرِ قصدٍ في إعلامنا، وشوارعنا، ومنابرنا «العربية»! ها أنا على بُعدِ قرنٍ مكتمل النموّ عن كتابة نص «اللغة العربية تنعى حظها» وما زالَ يُثبتُ افتقادنا للمشروع الذي يُعيدُ لغة القرآن لمسارها الصحيح على ألسن العرب. وهل جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسان! هل جزاءُ القرآن الذي حافظ على لغتنا؛ لتكون حياة لأمتنا، أن نملأ لافتات دكاكيننا بكلماتٍ أشبهُ باللافتة اليابانية سابقة الذكر! بعض الأسماء الغربية خاصة الخاصة لبعض الدكاكين، بحثتُ عن معناها في أشعار العرب التي جمعت معاجمهم، فوجدتها في نعي حافظ إبراهيم للغة القرآن! لقد فقدنا مع هذا التشويه لذّة اللغة التي تستطيع فقط بتغيير علاقة ترقيم واحدة أن تغير معنى الجملة، واستسلمنا لل«توبّات» فارغة الروح، مكسورة الجناح، معطوبة الجسد! وحتى أخرجَ من جلباب جلد الذات الذي قام بدوره حافظ إبراهيم على أكمل وجه؛ فإنّ من واجبنا أنّ نعترف بالخطأ، وبالفساد الذي جرى على الألسن، والطرقات، واللافتات، ونبدأ بحقّ من حيث يجب أن نكون في ميدان العزّةِ والكرامة. اللغة العربية تحتاج مشاريع تنتشلها من واقعها المظلم، وتعيدها للواجهة، فجلدُ الذاتِ بلا عملٍ ليس إلا غرس شجرةٍ بلا ظلّ أو ثمر.