للمرة العاشرة على التوالي، تختار روسيا مساندة الجلاد ضد ضحاياه؛ إذ أجهضت بالفيتو مساء أمس الأول، مشروعا أمريكيا أمام مجلس الأمن، لتجديد تفويض تحقيق دولي يسعى لتحديد المسؤول عن الهجمات الكيمياوية في سورية. وكان التحقيق خلص إلى أن نظام الأسد استخدم غاز السارين المحظور في هجوم خلف 89 قتيلا في خان شيخون. وحظي المشروع بموافقة 11 دولة، وعارضته اثنتان (روسيا وبوليفيا)، وامتنعت دولتان (الصين ومصر) عن التصويت. وقد وضع الفيتو روسيا في ما يشبه العزلة أمام المجتمع الدولي، واتهمت المندوبة الأمريكية في الأممالمتحدة نيكي هايلي، موسكو بالتلاعب وقتل آلية التحقيق حتى لا تطالها الاتهامات، مشددة على أن الرسالة واضحة وهي أن روسيا تسمح لداعش والنظام السوري باستخدام الكيمياوي. وأكد مندوب فرنسا فرانسوا ديلاتر أن النظام السوري وداعش يتنافسان على الهمجية، مشيرا إلى أنه لا يجب أن يتم نسيان جرائم الحرب، التي جعلت من الإرهاب الكيمياوي حقيقة وواقعا خطيرين. وبينما سحبت روسيا مسودة قرار أعدتها لتجديد التفويض قبل التصويت على المسودة الأمريكية، سقط مشروعها في جولة تصويت ثانية؛ إذ لم يحصل سوى على تأييد أربع دول فقط، ومعارضة سبع وامتناع أربع أخرى. وطرحت اليابان مشروع قرار يمدد مهمة «آلية التحقيق المشتركة» ل30 يوما لحين التوصل إلى تسوية. وشهدت جلسة مجلس الأمن تلاسنا غير معهود وتبادل اتهامات ب«الغش» و«الخيانة» و«عدم الأمانة». ووصف وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون أمس، الفيتو الروسي ب«المريع». وقال في بيان: «من المريع إنهاء عمل آلية التحقيق المشتركة». وأضاف: «لن تسمح المملكة المتحدة أن يؤدي انتهاء آلية التحقيق إلى وقف التعاون بين الشركاء الدوليين لتحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية ومحاسبتهم». وعلى الصعيد الميداني، قتل 10 أشخاص بينهم ستة أطفال جراء غارات مكثفة شنها طيران النظام السوري أمس (الجمعة) على منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها فصائل معارضة قرب دمشق، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. من جهة أخرى، كشفت صحيفة «هاندلسبلات» أمس، أن ألمانيا ستنفق عشرة ملايين يورو للمساعدة في إزالة الألغام من الرقة. ومن المقرر أن تعلن وزارة الخارجية زيادة التمويل في إطار اتفاق مع الولاياتالمتحدة.