وصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قول الرئيس اللبناني ميشال عون إن رئيس مجلس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري محتجز في السعودية ب «الاتهامات والادعاءات الباطلة»، مشيراً إلى أن الحريري شخصية سياسية حليفة للمملكة، «وهو مواطن سعودي كما هو لبناني». وأكد تطابق «الرؤى» بين فرنسا والسعودية في ما يتعلق بالموقف من لبنان واليمن وسورية وإيران. وقال الجبير، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان في الرياض أمس، إن «الحريري يعيش في المملكة بإرادته، وعودته إلى لبنان منوطة به وبظروفه الأمنية». في المقابل، أكد لودريان حرص بلاده على استقرار لبنان وسيادته، وأن يكون في منأى عن التدخلات الخارجية، مشيراً إلى رغبة فرنسا في «التنسيق مع الرياض لعودة لبنان إلى وضعه الطبيعي». ولفت إلى أنه سيلتقي الحريري الذي سيزور فرنسا متى ما رأى الوقت مناسباً له، «وسنستقبله صديقاً». وأشار الجبير إلى أن محادثاته مع لو دريان تطرقت إلى التدخلات الإيرانية، ومكافحة الإرهاب، والأزمة اللبنانية، مؤكداً «تطابق الرؤى بين البلدين». وقال إن «حزب الله يهدد استقرار المنطقة ولبنان على حد سواء»، مشدداً على «وجوب إيجاد وسائل للتعامل معه وهناك خطوات فعلية في هذا الصدد». وأوضح أن الحزب «أساس المشكلة في لبنان، لأنه اختطف النظام، واستمراره في التدخلات في عدد من الدول العربية، سيؤزم الوضع»، مبيناً أن «ميليشيات حزب الله سلاح في يد إيران، وذلك باعتراف الأمين العام للحزب نفسه». وأوضح أن إيران تستخدم الحزب «لمد نفوذها في المنطقة وهز استقرارها». وطالب بنزع سلاح الحزب، وقال: «لا يجوز لميليشيات امتلاك سلاح وهو خارج سلطة الدولة، ومهما حاول تبرير ذلك فهذا غير صحيح، يقولون السلاح للمقاومة. المقاومة ما علاقتها لتحارب في سورية، ومع الحوثي في اليمن؟ حديثهم لا أساس له، هذه منظمة إرهابية تمتلك ميليشيات، وتقوم بأعمال سلبية في لبنان تؤثر في أمن واستقرار لبنان والمنطقة، وهي أداة في أيدي النظام الإيراني باعتراف الأمين العام الذي قال إن العيش الذي نأكله واللباس والسلاح كله من إيران، هذا سبب الأزمة في لبنان، والسؤال اليوم كيف سيتم التعامل معه». في الشأن السوري، أوضح الجبير رداً على سؤال ل «الحياة»، أن «أقطاب المعارضة السورية سيجتمعون في الرياض الشهر الجاري، تمهيداً للاتفاق على رؤية واضحة قبل الاتجاه إلى جنيف»، مضيفاً أن الهدف من الاجتماع «توسيع المعارضة لتشمل كل المنصات الموجودة، والخروج برؤية واحدة للمعارضة السورية في ما يتعلق بالمفاوضات وإعلان (جنيف1) وتطبيق قرار مجلس الأمن 2252، ليستطيع المبعوث الأممي استئناف المفاوضات في جنيف، والدعوات جارٍ توزيعها للأشقاء السوريين، ونأمل بأن يوحدوا الصف في ما يتعلق بالرؤية التي يريدون لبلادهم، ويتفقوا على الخطوات المقبلة». وتمنى الوزير الفرنسي توقف المعارك في سورية، وقال: «كانت هناك مبادرات في آستانة لتخفيف حدة التوتر العسكري وتحديد المناطق التي تصل إليها المساعدة الإنسانية سريعاً، نتمنى أن يتم تطبيق ذلك بأسرع وقت ممكن، ونحن نعرف أن روسياوإيران لديهما القدرة على الضغط لتحقيق ذلك، ومع كل ذلك الآن يجب أن ندخل في عملية تحضير لحل سياسي في سورية. يحترم سلامة ووحدة سورية. لكن نريد حلاً يحترم مختلف مكونات الشعب والطوائف والمجموعات الاثنية، عبر الأممالمتحدة في جنيف، ويجب أن تكون كل الأطراف في وضع يسمح لها بالمشاركة في هذه العملية، وهناك تطابق مع المملكة في هذا الموضوع». إلى ذلك، أكد الجبير أن المملكة وفرنسا تربطهما علاقة ممتدة منذ أكثر من 100 سنة، مشيراً إلى «تطابق الرؤى في ما يتعلق بالتحديات في المنطقة، سواء ما يختص بالقضية الفلسطينية أو لبنان وسورية والعراق واليمن وتدخلات إيران في شؤون المنطقة، أو في ما يتعلق بمواجهة الإرهاب والتطرف، إضافة إلى رغبة البلدين في رفع مستوى هذه العلاقات وتكثيفها في كل المجالات». ووصف اجتماع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، واجتماع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز مع وزير الخارجية الفرنسي، ب «الإيجابي والبناء»، . وأعرب عن تقديره موقف فرنسا من استهداف ميليشيات الحوثي مدينة الرياض بصاروخ باليستي بدعم من «حزب الله».