بقدر ما أحدثت استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري سجالا كبيرا في لبنان والخارج، سارع اللبنانيون إلى تحليل ونقاش مضامين الحوار الذي أطل به أمس الأول، إذ اهتموا بكل تفاصيل اللقاء الذي جرى في الرياض خصوصا أن الحريري قطع الشك اللبناني باليقين، مؤكدا أنه حر طليق، وليس رهن الاحتجاز كما سوق إعلام «حزب الله»، الذي اصيب بالصعقة. واعلن الحريري في الوقت نفسه عودته القريبة جدا لاستكمال القواعد الدستورية للاستقالة. هذا الرد أخرس إعلام الميليشيا وحلفائها في لبنان. «واجبي كرئيس وزراء، وواجبي أنا سعد الجريري أن أقول الحقيقة دائما، وأنا لست من الأشخاص الذين يواربون الأمور، أنا فخور بالتسوية التي قمت بها ولست متراجعا عنها، وأريد لهذه التسوية أن تنجح، ولكي تنجح يجب أن نلتزم جميعا بالنأي بالنفس وأن نلتزم بأن يكون لبنان مصلحتنا الأولى والأخيرة».. بهذه الكلمات رسم الحريري خريطة طريق لبنان الجديد البعيد عن التأثيرات الإيرانية والذي يفترض أن ييتعد تماما عن الأزمات والتدخلات وأن لاتكون هناك دويلة داخل دولة.. نفهم لماذا اغروقت عينا الحريري عندما تحدث عن لبنان وشعبه وعندما قال أيضا: هناك الكثير من الأفرقاء الذين لا يريدون سعد الحريري.. لماذا لأنه يريد لبنان حرا نزيها غير مختطف، ويبدو واضحا أن حجم الحقد الذي يكنه الإعلام المضاد للحريري عندما أعلنت أغلب القنوات المحلية اللبنانية التزامها بمواقف عون، الذي اعتبر أنه بسبب الغموض المستمر في وضع الحريري فإن كل ما يصدر عنه لا يعكس الحقيقة، وقررت عدم بث المقابلة التلفزيونية والقنوات هي قناة «الجديد» و«أن بي أن» و«أو تي في» و«المنار» إلى جانب «تلفزيون لبنان»، قاطعوا بث المقابلة، لينقلها فقط تلفزيون المستقبل التابع لتيار المستقبل، وقناة أم تي في اللبنانية. من جهة أخرى لم يتردد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، في التعليق علي الحوار عندما قال في «تويتر»: «رغم كل الصعاب والعقبات والعثرات تبقى يا شيخ سعد رجل التسوية، رجل الحوار»، فيما قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر «تويتر»:الحريري حلقة استثنائية نحن بانتظارك. استقالة الحريري حققت صدمة إيجابية في لبنان، وأرسلت رسالة لإيران وحزب الله، مفادها بأن زمن التدخلات انتهى، ولايمكن أن يستمر لبنان رهن الاختطاف.