منذ رافقت زوجها إلى السعودية، قررت الاستفادة من غربتها، والتعرف على المجتمع الجديد الذي وجدت فيه ألفة ومحبة، فاختلطت بالمجتمع السعودي، ووجدت في عاداته وتقاليده، سلوى لافتقادها الأهل والأصدقاء في السودان. كما أنها تعلمت الاعتماد على النفس في تربية أبنائها. تقوى حسن بليلة، أحد أبرز الوجوه النسائية في المنطقة الغربية بالمملكة، تشغل منصب أمينة المرأة بجمعية بلادي الأسرية بالجالية السودانية، تكرس وقتها لتوعية المرأة السودانية، ويستحوذ عملها في الجمعية على أغلب وقتها، وتتمتع بروح اجتماعية، وتفخر باحتفاظ المرأة السودانية بتقاليدها ومتابعتها لقضايا وهموم أبناء الجالية. تقول بليلة: أكثر ما يعجبني في الأسر السودانية المغتربة الترابط وتفقد أحوال بعضهم البعض، وتبادل الزيارات العائلية. وتضيف: للحق اعتبر أن وجودي في المملكة أهم محطة في حياتي، إذ أحتفظ برصيد كبير من حب الأخوات السعوديات، وغيرهن من سيدات وفتيات الجالية السودانية في جدة، وهي علاقة وطيدة لا أساوم عليها، لاسيما أن قلبي يخفق شوقا وحنينا لبلادي، ويروي ظمأ هذا الشعور رؤيتي لأبناء الجالية، والعيش في رحابهم. وتطالب «بليلة» المرأة السودانية بالوقوف بجانب زوجها. وطالما أن الظروف المعيشية جيدة، وفرص العمل متوفرة، وتعليم الأبناء متاح فلا ضير من البقاء في بلاد المهجر، أما إذا كان الأبناء يعانون من التعليم، أو الالتحاق بالجامعات، فعلى الأسرة أن تأخذ قرار العودة إلى الوطن.