ما إن اختارت منظمة الصحة العالمية منطقة البحر الميت مركزا عالميا لعلاج الكثير من الأمراض الجلدية في عام 2011، حتى أصبح قبلة السياحة العلاجية، ومقصد مرضى الجلدية، فسجلت السياحة الأردنية ارتفاعا ملحوظا في عدد السياح، والرقم في تصاعد سنوي، حتى أن الأمر لم يقتصر على السياح العرب بل رصدت قدوم الأجانب وبأعداد كبيرة. والبحر الميت هو عبارة عن بحيرة كبيرة، سمي بذلك لشدة الملوحة فيه ولعدم وجود الكائنات الحية البحرية بالرغم من وجود بعض أنواع البكتيريا والفطريات الدقيقة. وتبلغ نسبة الملوحة فيه 34.2 %، وهو ما يمثل 9 أضعاف تركيز الأملاح في البحر الأبيض المتوسط، لذا فهو يتميز بشدة ملوحته، كما أن المناخ الصحراوي للمنطقة التي يتواجد بها البحر يتميز بالجفاف وارتفاع درجة الحرارة ومعدلات التبخر العالية، مما ساعد في زيادة نسبة الأملاح. وأما مياهه فهي غنية أيضا بمعدلات عالية من عناصر الصوديوم والمغنسيوم والبروم والبوتاسيوم، كما أن الطين الأسود الذي يتم الحصول عليه من شاطئ البحر له فعالية عالية جدا في تحفيز الدورة الدموية وتخفيف آلام التهاب العظام والمفاصل، وهو علاج رائع لجمال البشرة والقضاء على الحساسية وغيرها من الأمراض الجلدية. ويعتبر طين البحر الميت متميزا، فهو يحتوي على العناصر والأملاح التي يعتقد بأنها مفيدة للجلد وتؤدي إلى علاج بعض الأمراض الجلدية، إضافة إلى أثره التجميلي، فهو يعطي الجلد مرونة ونقاوة ونعومة. وقد تشترك الطبيعة السياحية في الأردن بكثير من المدن السياحية العربية الأخرى، ولكن البحر الميت هو العلامة الفارقة ومصدر الاستقطاب. فكما يقول السائح علي راضي «الموقع التاريخي الطبيعي غني بمياهه الدافئة ومكوناته الثمينة من الأملاح والمعادن والذي يشكل مكانا ومقصدا للكثير من السياح». واعتبر أنه من الظواهر الطبيعية النادرة في موقعه على خارطة السياحة العالمية.