جسدت قواتنا المسلحة أبرز ملامح الإرادة والعزيمة، من خلال دحرها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وإلحاقها بهم أبشع الهزائم، حامية حدود الوطن من كل محاولاتهم ومخططاتهم، حتى أصبحت «الحثيرة» في منأى عن أي خطر، فما هي المعارك التي خاضها أبطالنا وكيف حققوا الانتصارات؟ قصص كثيرة من أرض المعركة رصدتها «عكاظ»، لتؤكد زيف إعلام ميليشيات الحوثي والمخلوع، والتصريحات المتتالية لقادتهم الحربيين ممن غرروا بعدد كبير من أبناء الشعب اليمني للزج بهم في أرض المعارك، وتعريضهم للخطر في مواجهات يجهلون مصيرها. بالصوت والصورة، نثبت كذب شائعات الحوثي بالسيطرة على قرى مركز الموسم الحدودي، وأن كل ما يروجون له مجرد كذب وبحث عن انتصارات إعلامية فقط، لنؤكد لهم حجم ثقتنا في قدرات القوات المسلحة ورجال الأمن المرابطين على الثغور، الذين يتمتعون بأعلى قدرات التدريب، ولن يسمحوا لأي كائن بالتعدي على شبر من أرض المملكة. هجمات انتحارية حاولت ميليشيا الحوثي والحرس الجمهوري للمخلوع صالح مرارا السيطرة على قرية الحثيرة وقرية المركز وقرى أخرى حدودية، باستخدام قناصين وصواريخ الكاتيوشا والهاون، في عمليات توصف بالانتحارية، إذ تهاجم دفعة منهم، القوات السعودية التي تتمركز على الحدود، باستخدامهم الأسلحة الخفيفة، بينما تتم مساندتهم من الخلف بمجموعة من القناصين ومطلقي قذائف الكاتيوشا والهاون، وفي كل مرة يمنون بهزيمة يعودون مرة أخرى، مع تغيير بعض التكتيكات التي يعتقدون أنها ستجدي نفعا، ولكن يفاجأون برد موجع يفشل تلك المحاولات الواهنة. أفكار إيرانية أنفاق تبدأ من الأراضي اليمنية وصولا إلى قرية الحثيرة، استغلها الحوثيون وحرس صالح للسيطرة على القرية السعودية، إذ أكد مراقبون أنها مخططات إيرانية أشرف عليها قادة حربيون من الجيش الإيراني، ودربوا ميليشيات الحوثي على استخدامها في مواقع متفرقة داخل اليمن، للاقتراب من الحدود السعودية وتخزين الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ونقل القذائف لإطلاقها صوب أراضي الوطن واستهداف المواقع الحربية للمرابطين على الحد الجنوبي. وبعد أن طفح الكيل وجاء وقت إيقاف هذه التصرفات، قال أبطال القوات المسلحة كلمتهم وأوقفوا كل هذه التجاوزات والاعتداءات المستمرة لانتهاك حرمة الحدود. ضربات موجعة صباح الخميس الموافق 1/1/1439 كان الموعد لخوض معركة استمرت لمدة يومين على الشريط الحدودي قبالة قرية الحثيرة، إذ وضعت الخطة اللازمة لدحر العدو وتلقينه درسا قاسيا، فاستخدمت القوات المسلحة السعودية مدفعياتها بأنواعها أثناء النهار، فيما كانت تقوم مروحيات الأباتشي بعمليات ليلية على كامل الشريط، ما نتج عنه مقتل ما يزيد على 40 حوثيا، وفرار الآخرين المقدر عددهم بالمئات، فمقتل العشرات منهم في اليوم الأول دفعهم إلى الانسحاب والعودة مجددا بمجموعة أخرى تقوم بالمهمة نفسها في اليوم الثاني، وهي أشبه بمحاولات انتحارية يائسة. وحين أعادوا الكرة في اليوم التالي قصفت مروحية الأباتشي التابعة للتحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن تجمعات لميليشيات حاولت التسلل إلى الأراضي السعودية قبالة قرية الحثيرة، وأسفر القصف عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات، كما استهدفت مقاتلات التحالف مواقع وتعزيزات لعناصر الميليشيات بخمس غارات في مديريتي حرض وميدي بمحافظة حجة شمال غرب اليمن، الأمر الذي قطع عنهم جميع الإمدادات والتعزيزات، فوجدوا أنفسهم محاصرين، وقُتل منهم من قُتل، وأُسر بعضهم، فيما فر آخرون نحو الأراضي اليمنية. هروب حوثي دارت معارك طاحنة على الأرض بين أفراد القوات البرية المسلحة وعدد من المتسللين إلى داخل القرية الحدودية، فتم التعامل معهم بكل حزم، وقتل كل من حاول منهم استغلال الأنفاق للاختباء أو تخزين الأسلحة، ليجد من بقي على قيد الحياة من ميليشيات الحوثي أنهم أمام هزيمة مذلة، وأن جميع خططهم لم تكن كافية لإلحاق الأذى بقواتنا، ولم يكن أمامهم سوى ترك كل ما كانوا يحملونه من أسلحة وقذائف، ليفروا إلى داخل العمق اليمني يجرون أذيال الهزيمة. وبعد يومين من المعارك تمكن أبطال القوات المسلحة من تطهير كل بقعة في قرية الحثيرة، والتأكد من احتمال وجود ألغام زرعها المتسللون من ميليشيات الحوثي، وتم تفتيش جميع الأنفاق التي حفروها ليجدوا عددا من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة كانت مخبأة بداخلها. وأكد جميع المشاركين في عملية التطهير من أبطال الجيش السعودي ممن نجحوا في طرد المتسللين أن الحثيرة وغيرها من المناطق الحدودية عصية على كل معتد، وكل من يفكر المساس بأمن الوطن سيلقى مصيره لا محالة.