في الدوحة لا شيء يعلو على صوت «التخوين» والعقاب الجماعي لمواطني قطر الأصليين، إذ بدأت شرارة انتقام السلطة القطرية من كل من يدخل في دائرة «أوهامها» في وقت مبكر بعد مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب لها، فجردت شيخ قبيلة آل مرة الشيخ طالب بن شريم وعشرات من أسرته (شيخ أكبر المكونات الاجتماعية في الإمارة الصغيرة)، لتستهدف بعده شيخ قبيلة الهواجر وعددا من أفراد أسرته. وبدا «تنظيم الحمدين» ماضياً في انتهاك مواطني قطر الأصليين المرتبط تاريخهم مع عروق تأسيس الإمارة الخليجية، أمام تسهيلات كبيرة للأجانب «المشوشين» والفارين من العدالة، حتى خرج عدد كبير من القطريين بقناعة «أن الدوحة تستعين بالغرباء ضد أهلها». وأضحت الأنباء القادمة من الدوحة عن مطاردة المواطنين والزج بهم في السجون مع ارتفاع وتيرة سحب الجنسيات تشكل أخباراً متوقعة. ويبدو أن كل شيء في قطر يسير عكس التاريخ في طريق «المجازفة والمراهقة»، إذ لاحت أولوية «المستعمر القديم» في شوارع الإمارة، ومرغ «الحمدين» تاريخ بطولات الأجداد القطريين ضد العثمانيين وتضحيات «الوجبة» وشموخهم ضد الهيمنة الإيرانية ب«وحل الواقع»، فالجنود الأتراك يزاحمون القطريين في الطرقات، والتودد لطهران بلغ أقصى مداه كما يراه مراقبون. ويؤكد المهتم بالتاريخ عبدالرحمن الناصر أن قطر جمعت المتضادات في دولتها الصغيرة فاتحة أبوابها للإيرانيين والأتراك الساعين لإعادة إمبراطوريتهما التي عفا عليهما الزمن ضاربين بأمن دول الخليج عرض الحائط. وقال الناصر ل«عكاظ» إن أحلام تركياوإيران وجدت من الدوحة كعكة جديدة يحاولون تقاسمها بسبب الرعونة والمراهقة السياسية لتنظيم الحمدين، ويجد الباحث في التاريخ أن إيرانوتركيا تسعيان للتمدد وفرض سيطرتهما على المنطقة، محاولين تسيد الموقف بما يخدم مصالحهما. وأردف قائلاً: على قطر أن تعي جيداً أن هؤلاء لا تهمهم قطر بقدر أهمية تمددهم والوصول إلى مخططاتهم، وليس لقطر سوى حضن دول الخليج العربي الذي يسعون إلى إلحاق الضرر به وبمواطنيه من إثارة الفتن ودعم أعدائه.