لك أن تتخيل أن جميع الدروس والدورات وورش العمل وأساليب الدراسة الجامعية والدراسات العليا عالمياً غالباً تكون «مدفوعة الثمن»، وفي المملكة فإن الحكومة تقدم تعليما واسعا ومجانيا، ونادرا ما تجد مواطنا يدفع ثمنا للتعليم إلا من أراد مساراً خاصاً، لكن ثمة دروس قدمها «الطائر الأزرق» تويتر في ظرف 90 يوماً كانت كفيلة بتعليم المغردين دروساً كانوا سيحتاجون لفهمها واستيعابها زمناً طويلاً وبالمجان. وسم #تعلمت_من_الأزمه_الخليجية (هاشتاغ) انتشر بقوة في وسيلة التواصل الاجتماعي «تويتر»، وكان ينضح بدروس قدمها المغردون الذين عبروا عن كيفية استفادتهم من الأزمة الراهنة؟ وما الذي كشفته لهم؟ ومن هم الأعداء الحقيقيون؟، ومن هم الذين كانوا يظنون أنهم الأقربون فإذا هم الأفاعي التي تنفث السم الزعاف. يقول المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني «لو سأل أحدهم تنظيم الحمدين ماذا تعلمت من الأزمة الخليجية في 2017، لأجاب: أن المال والمرتزقة لا يصنعون مجداً ولا يحفظون أمناً ولا يرعون وطناً». ويشير المغرد نايف الحكمي بأن هذه الأزمة علمته أننا أصبحنا في العصر الذي فيه يسمون خيانة الوطن وجهة نظر. ويقول المغرد الدكتور علي العراقي إن هذه الأزمة علمته أن الدولة التي حرقت بلده العراق هي دولة «شريفة» بنظر قطر، تبا للحمدين وتبا لإيران والمجد للسعودية. حسن المحامض مغرد سعودي يقول إن هذه الأزمة علمته أن اتحاد الإعلام والمغردين السعوديين جعل الإعلام القطري حملا رضيعا «ولكم في الجزيرة خير مثال». ويشير حي التليدي أن كل موال لغير وطنه خاسر، وكل منبطح للغريب خاسر، وكل دولة تضع يدها مع الأجنبي ضد أشقائها وجيرانها خاسرة أيضا، ووضع صورا تظهر التعاون القطريالإيراني. من جهته، يؤكد الباحث الدكتور خالد الحربي أن الأزمة الأخيرة أيقظت العقول التي كانت في سبات وكانت ترى أن قطر هي الحصن الحصين مع تدفق المعلومات التي تظهر كيف تآمرت قطر مع إيران وغيرها للإضرار بالسعودية، وأن مثل (هاشتاغ) «تعلمت من الأزمة الخليجية» يظهر مدى استيعاب المغردين للدروس التي كادت تنطلي عليهم لولا لطف الله ثم حكمة وحنكة وقوة القيادة الرشيدة التي أنقذت اليمن من براثن الحوثي، وتعمل على إعادة ووحدة الصف العربي، ووضع المملكة في قلب العالم المتحضر.