بالأمس كان 8 محرم، وهو يوم وفاة والدي، ويكون قد مضى 19 عاما على رحيله، بهذه المناسبة يخط يراعي برا في والدي ومن بره بر أصدقائه وأحفادهم، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قَال: «إن أبر البر أَن يصل الابن ود أبيه». وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، (رواه مسلم). فلله الحمد، معتوق ترك عبدالعزيز أبا سهام. هنا أروي ما حدث لي قريبا يشرح عنوان المقال ويجعلني إن شاء الله بارا في أبي من بر أصدقاء معتوق وأحفاد أصدقائه، قبل أيام عدة كنت أنتظر المصعد لأعود إلى المنزل. وصل المصعد وبه شخص طويل القامة أنيق الهندام في حدود العقد الرابع من العمر. تبادلنا التحية ثم نظرت إليه وقلت: وجهك ليس غريبا، فقال: سالم الكعكي. فكان سؤالي: ما قرابة عبدالعزيز الكعكي لك -يرحمه الله-، رد الرجل قائلا: هو جدي أبو أبي، فجاء سؤالي الثاني: لماذا سماك والدك سالم، قال: لأن سيدي أبو أمي يدعى سالم. فقلت: لا شك أن سيدك أبا أمك هو سالم بن محفوظ يرحمه الله. قال الرجل: نعم هو ولكن كيف عرفت وكيف شبهت لك. قلت لأن جدك عبدالعزيز الكعكي وسيدك سالم بن محفوظ هما أعز وأغلى أصدقاء والدي يرحمهم الله وفي حوزتي صور لجدك وسيدك وهما يقفان مع والدي بحكم عملهم وصداقتهم بعضا لبعض عبر سنوات طويلة وقلت له أعرف أن جدك كان له دكة اسمها «دكة عبدالعزيز كعكي» ثم أصبحت صرافة عبدالعزيز كعكي وقد تزوج سيدك سالم على ابنة جدك وقد اشتهر سيدك سالم بين أهل مكةوجدة ب«سالم الأمين» ثُم شارك جدك سيدك في الصرافة بمناسبة زواج ابنته على سيدك سالم والصرافة كانت نواة «البنك الأهلي التجاري». قال صدقت يا عمي. فقلت جدك كان من أطيب وأكرم وأرقى آل مكةوجدة وعرف بالتواضع والأخلاق والوفاء. أما سيدك سالم فكان من أعز وأقرب أصدقاء والدي عندما كان والدي يعمل نائبا لمحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي المستر بلاوزر (أمريكي الأصل والجنسية) في عهد المؤسس يرحمه الله. قال الرجل: يا عمي أنت تذكرت جدي وسيدي بكل ذكرى حسنة وطيب وثناء وأنا حتى هذه اللحظة لم أتعرف عليك. قلت: أخوك عبدالعزيز معتوق أحمد حسنين فأخذ برأسي وقبله، وقال: رحم الله من أنجبك ورباك عرفتك من مقالاتك في جريدة عكاظ. وأختم هذه الكلمات نصا عن قول الشيخ سالم: عملت وتربيت في بيت آل الكعكي ومنحني عبدالعزيز الكعكي ثقته الكاملة وفي ذلك الزمن كانت تقوم العلاقة على الثقة والطيبة والأمانة فقد قيل عن الملك فيصل يرحمه الله أنه قال عن سالم بن أحمد بن سلطان بن الشيبة بن محفوظ، قال الفيصل: أنت شاب يا سالم وستظل كذلك إذا داومت على ذلك. رحم الله معتوق وأصدقاء معتوق وأطال الله في عمر أحفاد أصدقاء معتوق مثل سالم ياسين عبدالعزيز الكعكي الذي عرفته من شكل جده وسيده. للتواصل (فاكس 0126721108)