ليس وحده تميم الذي عاد من أمريكا بعد إلقاء خطاب سنوي في الأممالمتحدة، وليس وحده الذي رأس وفد بلاده في هذا المحفل الدولي، لكنه بلا شك الوحيد الذي عاد إلى بلده وفي استقباله جمع من الأشخاص تناثروا حول درج طائرته وفي أجزاء من كورنيش الدوحة، وبعيداً عن خفايا هذه المسرحية يبقى السؤال الأهم: لماذا استقبلوه؟. هل ظن ابن حمد أن يؤول مصيره كما آل إليه جده خليفة حين انقلب عليه ابنه، أم ظنوا أنه قد لا يعود ويقفز من مركب الدوحة الغارق؟! تفسيران يوحيان بهلع تنظيم الحمدين وبلادة القائمين على هذا السيناريو الأجوف، الذي فشل في سوق المبررات المنطقية، وحبكته على نحو يواري كذب القصة ودوافعها. جرت العادات والأعراف والبروتوكولات على أن استقبال الحكام لا يأتي في وضع كهذا، لكن الحال وصل بتميم على ما يبدو إلى أن رضي للهبوط لهذا المستوى من التقزيم له من مستشاريه ومن حولهم، بهذا الاستقبال الهزيل، وكأن دخول الأممالمتحدة غزوة ظفر بها أو مكاناً كان يتعذر عليه دخوله!.