فيما أوقفت الجهات الأمنية في منطقة مكةالمكرمة أمس مواطنا ظهر في مقطع فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي معنفا لابنه، رفض المُعنَّف مغادرة قسم الشرطة إلا برفقة والده، كما طالبت بنات المتهم بإخلاء سبيل والدهن كونه يعاملهن بحنان ولطف وهو ما ساعدهن في حصول ثلاث منهن على درجة البكالوريوس من جامعة أم القرى، إحداهن تخرجت بمرتبة الشرف. وعلى رغم شهادة عدد من سكان حي كدي بعنف وغلاظة المواطن «محمد.ح» كونه درج على تعنيف أبنائه الثلاثة ما أسفر عن هروب ابنه الأكبر، في حين أن الاثنين الآخرين يعانيان من مشكلات نفسية، إلا أن ثلاثا من بناته قمن بزيارة والدهن الموقوف في قسم أجياد ظهر أمس. ووفقاً للتحقيقات الأولية طالبت بنات المعنف بإخلاء سبيل والدهن، مؤكدات أنه يعاملهن بحنان ولطف، وأنه السبب في حصول ثلاث منهن على درجة البكالوريوس من جامعة أم القرى، إذ إن إحداهن حققت المركز الأول عند تخرجها مع مرتبة الشرف، إلا أنه يرفض تزويجهن، باستثناء إحداهن تزوجت وانتقلت للسكن مع زوجها في المنطقة الشرقية. وأكد الأب في التحقيقات الأولية بأنها المرة الأولى التي يعنف فيها ابنه. وأوضحت مصادر خاصة ل«عكاظ» أن الأب المعنف لديه ثلاثة أولاد وأربع بنات، وكان يعمل بوزارة الصحة وتقاعد قبل عدة سنوات، ويمتلك سبعة عقارات في حي كدي، تقدر قيمتها بملايين الريالات. وقال قاسم عبدالرحمن (أحد سكان الحي): «نحن نقطن بجوار الأسرة منذ 35 عاما، وكثيراً ما كنت ألاحظ الأب وهو يصطحب أبناءه للعمل في الحفر والبناء لعقاراته». مشيرا إلى أن الأب المعنف لابنه كان لا يتواصل مع جيرانه، وعند حدوث أية مشكلة يقوم بالاتصال بالشرطة بلا تفاهم. وأضاف: «كثيراً ما قدم المعنف شكاوى على شركة المياه بعد تأخر تشغيلها في الحي، كما أنني لم أره يشتري ملابس جديدة ولا حتى سيارة رغم ما يملكه من عقارات، إلا أنني كنت أشاهده صباح كل يوم وهو يرافق بناته إلى رأس الشارع ليتوجهن إلى الجامعة بالحافلة». وقال زكريا عمر (أحد سكان الحي): «الابن الكبير للمعنف هرب من ظلم والده، لإجبارهم على الأعمال الشاقة في بناء عقاراته». ويظهر منزل المليونير معنف ابنه قديما جدا، وفيه عدد قليل من أجهزة التكييف، ويلاحظ إغلاق نوافذ المبنى بالحديد والخشب.