فيما أطل الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني في خطابه الذي أربك «الحمدين» وبعثر أوراقهما، يعتبر مراقبون أن الشيخين عبدالله بن علي وسلطان بن سحيم لا يمثلان إلا رأس جبل الجليد من الأصوات الناقمة داخل الأسرة الحاكمة في قطر، من المراهقة السياسية التي انتهجها حمد بن خليفة منتصف التسعينات الميلادية بعد أن نجح في الانقلاب على والده. ورغم الحضور الرصين الذي مثله عبدالله بن علي «سليل فرع علي بن عبدالله آل ثاني»، وسلطان بن سحيم «سليل الفرع الآخر في الأسرة وابن عم حمد بن خليفة»، إلا أن العارفين في الشأن القطري يؤكدون وجود استياء كبير داخل أسرة آل ثاني التي عرفت بعلاقاتها المتينة مع الأسر الخليجية الحاكمة. وقسمت سياسات «الحمدين» الأسرة الحاكمة في قطر، حتى إن عدداً من أفرادها اختار المنفى، ليبتعد عن وطنه بعد أن أضحى موطناً للمشوشين والمرتزقة، وبات ينام على وقع قدوم القوات الأجنبية المدججة بالسلاح. ويعد سلطان بن سحيم الابن الثامن لسحيم بن حمد آل ثاني (أول وزير خارجية للإمارة بعد استقلالها)، وعُرف عنه مناصرته للقضايا العربية، امتداداً لشخصية والده التصالحية والرصينة في العالم العربي. وتوفي والده عام 1985 في ظروف غامضة، بيد أن أصابع الاتهام اتجهت لابن عمه حمد بن خليفة، الذي كان يعمل حينها على الوصول إلى السلطة وكسب ولاءات الرجال المحيطين بوالده.