أضحت العلاقة القطريةالإيرانية كابوساً يلاحق الأولى في عدد من المحافل الدولية، حتى أن الدولتين واجهتها انتقادات حادة لدورهما في دعم الإرهاب في الشرق الأوسط، وسط دعوات بضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي إجراءات صارمة لوقف هذه الدعم لو أريد تحقيق الاستقرار في المنطقة وتجنب امتداد الفكر الإرهابي إلى أنحاء العالم. ومن داخل مقر الأممالمتحدة لحقوق الإنسان بجنيف وفي حلقة نقاشية نظمتها الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، استعرض نشطاء حقوقيون أدلة ضلوع الحكومة القطرية في مساندة جماعات متطرفة والعمل على زعزعة الاستقرار في عدد من دول الشرق الأوسط. وأوضح المنسق العام للفيدرالية سرحان الطاهري سعدي أن الحلقة "تنعقد في ظل ظروف دولية حساسة ومشهد امني معقد يعصف بمنطقة الشرق الأوسط، سببه الأول الإرهاب الذي بالرغم من مواجهته بكل السبل، لا يزال يجد دعما ومساندة ليس من أفراد أو منظمات إنما من دول، ما أدى إلى تقويض المواجهة معه، وهذا الوضع حتم على عدد من دول المنطقة الوقوف في وجه الدول التي تلعب دورا تخريبيا إرهابيا". وقال إن من أبرز الدول التي أصبحت سببا لقلق العالم وخاصة بالشرق الأوسط قطروإيران، "كما أن تركيا أصبحت تثار بشأن مواقفها من الجماعات المتطرفة بخاصة الإخوان المسلمين علامات استفهام كثيرة". وساقت الباحثة المختصة في شئون الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط بيجه فاتيني، تناقضات قطر، إذ تتشدق الدوحة بدعم الحقوق والحريات دون أن تلتزم بها، مضيفة " المشكلة هي أن قطر تقبل القوانين والمعاهدات الدولية لكنها لا تطبق التزامهاتها المتعلقة بالحقوق والحريات الواردة فيها على أرض الواقع". واستشهدت بنص الدستور القطري على احترام حرية التعبير، بيد أن الواقع مناقض لذلك، مشيرة إلى أن قناة الجزيرة لا تغطي "لالوضع السياسي في داخل قطر". وحذرت فاتيني من «الثلاثي»، قطروإيرانوتركيا، وقالت إن هذه الدول " تدعم جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من المنظمات التي تتبني أيدولوجيتها المعادية للإنسانية". من جهته، قال الباحث اليمني المتخصص في الشأن الخليجي إياد الشعيبي إنه لم يعد ثمة مجال لأي شك أو تأويل في أن الجزيرة ضالعة في دعم وتبني التطرف والإرهاب، مستشهداً بتبني القنوات المدعومة من قطر وعلى رأسها الجزيرة لفترة طويلة من الوقت إظهار خطابات وأحاديث لكثير من قادة تنظيمات متطرفة بدعوى مبدأ الرأي والرأي الآخر. وأكد هذه الاستراتيجية يراد بها ترويج الإرهاب والتطرف. وقال "مجرد إظهار هذا الخطاب هو بحد ذاته ترويج لوجهة نظر هذه الجماعات والأفراد الأمر الذي يسهم في التأثير السلبي في بعض المشاهدين والمتتبعين بهذه الأفكار وحرف مسار سلوكهم الشخصي والديني". واحتل الدور القطري بالغ السلبية في اليمن جانبا كبيرا من مناقشات الحلقة، التي شهدت إقبالا كبيرا من جانب حقوقيين ودبلوماسيين سابقين وقانونيين. وقال الدبلوماسي اليمني السابق والناشط الحقوقي عبد الرحمن المسيبلي، إن الميليشيات الحوثية "وجدت دعما وتمويلا من دولة قطر الضالعة في التآمر مع هذا التنظيم الحوثي الشاذ الساعي للسيطرة بتحريض إيراني على اليمن". واعتبر التحالف بقيادة السعودية والإمارات نجح في قطع يد إيران في جنوب اليمن وطرد الحوثيين منه، مشدداً على ضرورة الانتباه إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لا تقل خطورة في اليمن من الحوثيين المتحالفين معها. وقال «الإخوان تنظيم إرهابي آخر يدعي الدفاع عن الإسلام»، مستنكراً لجوء "الإخوان" إلى ما وصفه بسياسة العقاب الجماعي ضد المدنيين في جنوب اليمن. وأضاف أن الإخوان سعوا إلى قطع أرزاق الناس وقطع الكهرباء والاتصالات وحتى وقف رواتب الموظفين لإثارة الحنق وتحريض الناس على السلطة." وأشار سعدي إلى وجوب التركيز على التعليم خاصة في المراحل الأولى. ولفت النظر إلى أن منفذي العمليات الإرهابية والتفجيرات خاصة في أوروبا هم من صغار السن الذين يتعرضون للدعاية المتطرفة. وحذر من أن دولا مثل قطروإيرانوتركيا تصر على سياسات من شأنها تغذية التطرف بدعمها بأشكال مختلفة تنظيم الإخوان المسلمين الساعي لزعزعة انظمة الحكم في الشرق الأوسط.