حملٌ ثقيل، ذلك الذي تتحمله كواهل رجال الأمن البواسل، لحفظ أمن الحجيج، والعمل على راحتهم، على مدار الساعة، ضمن منظومة عمل متكاملة، لا مجال فيها للتقصير، ليذللوا العقبات أمام ضيوف الرحمن، بسعي دؤوب نحو هدف أن يكمل الحجيج مناسكهم بيسر وسهولة ويعودوا لأوطانهم وأهاليهم. ضابط إيقاع الحج هم رجال الأمن، فبجهودهم رسمت لوحة إنسانية يتغنى بها السعوديون أمام العالم بأسره، فلم يكتفوا بحفظ أمن المشاعر وأمان الحجيج، بل سارعوا لحمايتهم حتى من ألسنة لهيب الشمس الحارقة، محولين أجواء المشاعر الحارقة إلى مكائن عمل إنساني وروحاني لا تتوقف، منشئين غيمة سعادة محسوسة تهطل فرحاً على أفئدة قاصدي البيت العتيق. وبات رجل الأمن السعودي مدرسة عالمية في الإنسانية والرحمة، فهذا يساعد حاجا، وذاك يحمل طفلاً أعيته حرارة الشمس، وآخر ينثر الماء البارد على رؤوس ضيوف الرحمن، وذا يحرّك قصاصة كرتون جعل منها مروحةً هوائيةً للتبريد على الحجيج وتهويتهم، ضاربين أروع الأمثلة في التعامل الإنساني بشتى صوره. لتظهر الصور المتداولة عبر الفاضاءات، انتشار رجال الأمن في المشاعر المقدسة مستعيدين شريط الذاكرة لمواسم الحج الماضية وكيفية مساعدة رجال الأمن لكبار السن والعجزة، بابتسامتهم المعهودة.