أكد رئيس هيئة الغذاء والدواء الدكتور هشام الجضعي أن مشاهير السوشيال ميديا ليسوا بمنأى عن أعين فرق التفتيش، في حال تورطهم في ترويج منتجات مغشوشة أو غير مصرح باستخدامها، إذ ستتم إحالتهم للجهات المختصة للتحقيق، مشيرا إلى أن الهيئة أحالت نحو 500 قضية غش تجاري إلى النيابة العامة للتحقيق. جاء ذلك خلال منتدى «عكاظ» الذي أقيم في مقر الصحيفة أمس الأول (الثلاثاء)، مؤكدا أن الهيئة تراجع الأدوية المرسلة مع البعثات الطبية الخاصة بالحج، خصوصا الدول التي تقيم مستشفيات ومراكز داخل المشاعر المقدسة. وأوضح أن الهيئة حققت رقما قياسيا جديدا في تسجيل الأدوية في عام 2017، مقارنة بالعام الماضي، إذ قلصت مدة التسجيل بنسبة 60%، من 100 يوم إلى 24 يوما، بينما تتراوح المعدلات العالمية بين 120-180 يوما، رغم زيادة عدد الملفات المقدمة للتسجيل بنسبة 21%. وأضاف: للهيئة الحق في إغلاق المحلات المخالفة احترازيا، بينما يخضع التشهير أو العقوبة المالية أو السجن، إلى إحالة الحالة للنيابة العامة، ومن ثم إلى المحكمة، وبعد صدور الحكم يتم التشهير. واستدرك أن اللائحة الجديدة للهيئة، وخصوصا في مجال مستحضرات التجميل، تعطي الهيئة الحق في فرض عقوبات مالية مباشرة على المخالفين، وقد تصل إلى السجن لعشر سنوات، مع إحالة القضية إلى المحكمة للنظر فيها، وفي هذه الحالة يتم الإعلان والتشهير بالمخالف. وبالفعل تمت إحالة عدد من قضايا هذا النوع إلى النيابة العامة لإحالته للمحكمة. مضيفا أن الهيئة لديها كامل الصلاحيات في تحذير المستهلك من استخدام أي من المنتجات غير المطابقة للمواصفات أو الضارة بالصحة العامة، مشيرا إلى أن دور الهيئة رقابي بالدرجة الأولى، فيما يتم التعاون مع الجهات الأخرى لتطبيق الانظمة على أرض الواقع لمنع الازدواجية وتفعيل أداء كل جهة. وأشار الجضعي إلى أن الهيئة تعمل من خلال 2000 موظف سعودي، في عدد من المناطق والمنافذ بسلامة الغذاء والدواء ومستحضرات التجميل، لضمان تقديمه إلى المستهلك حسب معايير الجودة العالمية، مشيرا إلى التعاون مع الوزارات والجهات الحكومية المعنية بهذا الأمر، لتحقيق الهدف الأكبر للهيئة، لافتا إلى أن 25% من موظفي الهيئة أي نحو 500 موظف بالدراسات العليا في الخارج، كما تقدم الهيئة تدريبا عالي المستوى لجميع منسوبيها في الداخل والخارج. لاسيما أن الهيئة تركز في عملها الرقابي على المعرفة العلمية والمهنية، خصوصا أن اتخاذ قرار خاص بغذاء أو دواء، يتطلب جهودا علمية كبيرة للوصول إلى القرار الصحيح. منوها بأن للهيئة مهام رقابية تنظيمية، وإصدار لوائح فنية وغيرها سواء في الغذاء أو الدواء أو الأجهزة الطبية أو مستحضرات التجميل، كما نهتم بإصدار ضوابط للجان العاملة في منافذ المملكة كافة، جوية وبحرية وبرية، المعنية بإعطاء الإذن للجمارك لفسح المواد الواردة، إذ نجد تعاونا كبيرا من مصلحة الجمارك، إضافة إلى التحقق من منتجات مصانع الأدوية في جميع أنحاء العالم، ومن ثم تأتي مرحلة التفتيش التي تشمل مصانع الغذاء والمياه داخل المملكة، بمشاركة وزارات التجارة والصحة والشؤون البلدية، إضافة إلى قيام هذه الوزارات بمهامهم الأساسية على أرض الواقع، ولا أغفل هنا أيضا جانب التوعية الذي تقدمه الهيئة بالتحذير من المنتجات المخالفة ومخاطرها، وهو جزء كبير من مهام الهيئة. وعن مهام الهيئة خلال موسم الحج، قال الجضعي: نبدأ في تطبيق خطة الحج على جميع المنافذ اعتبارا من الأول من ذي القعدة في كل عام، ومع وصول أول بعثات الحج، إذ تتم مراجعة الأغذية والأدوية التي يصطحبها الحجاج، إضافة إلى مراجعة الأدوية المرسلة مع البعثات الطبية الخاصة بالحج من الدول التي تقيم مستشفيات ومراكز داخل المشاعر المقدسة، ونراجع قوائم الأغذية التي تأتي إلى المملكة، كما ترأس الهيئة لجنة بمشاركة قطاعات متعددة من الصحة والدفاع المدني والأمن العام ووزارة الداخلية، تهتم بالمواد المشعة الطبية، ونتابع ذلك على مدار العام، وفي الحاج بصفة خاصة، للتأكد من عدم وجود مواد مشعة مضرة صحيا وأمنيا. وعن الأعمال التوعوية، قال: نستقبل الحجاج من خارج وداخل المملكة بمنحهم استبانة، يطبقها متطوعون ومتطوعات تسأل عن السلوك الغذائي والدوائي لهؤلاء الحجاج، عن طريق اختيار عينة من كل دولة، ومن ثم إرسال الرسائل الموجهة للحجاج للتوعية المستهدفة خلال موسم الحج، إذ تم إرسال حاليا أول رسالة إلى نحو 85 ألفا من حجاج الداخل، كما نرسل برامج توعوية لحجاج الخارج بثماني لغات، كما نشارك مع وزارة الصحة بالتفتيش على المستشفيات والبعثات وكيفية استخدام الأدوية، إضافة إلى المشاركة مع أمانتي العاصمة المقدسة والمدينة المنورة في متابعة مطابخ الإعاشة، للتفتيش عليها وكشف مدى تطبيقها للضوابط، علاوة على مشاركة الهيئة مع البنك الإسلامي للتنمية في برنامج الهدي والأضاحي، للتفتيش على المسالخ التابعة للبنك. القضاء على الغش التجاري وأردف الجضعي: وتماشيا مع برنامج التحول الوطني تعمل الهيئة على إطلاق برنامج «التتبع» للأدوية، خلال الأشهر القادمة، يتتبع الدواء من لحظة دخوله من المنفذ والتأكد من صلاحيته حتى وصوله إلى المريض من خلال باركود مخصص لذلك لكل علبة دواء، ما يقضي تماما على الغش التجاري، إذ يعنى البرنامج بمعرفة الأدوية الخاصة بكل مريض، وتقوم الهيئة بإرسال رسائل مركزة، ما يعطي صورة كاملة للهيئة عن الهدر الحادث في الأدوية، وستكون المعلومات متاحة للمستشفيات والشركات إضافة إلى استخدام الهيئة لهذه المعلومات في برامج التوعية وغيرها. وحول تعاون الهيئة في إجراء البحوث والدراسات الخاصة بالغذاء والدواء مع الجامعات وخصوصا جامعة كاوست، قال الجضعي: بالفعل بدأنا هذا التعاون بطريقتين، الأولى مع عدد من الجامعات ومراكز الأبحاث في الداخل والخارج، كما أنشأت الهيئة قبل أشهر مركزا للبحوث والدراسات الاستشارية لمعاونة الهيئة في اتخاذ القرارات الخاصة بالأغذية والأدوية. وبالنسبة لتداخلات بعض الجهات الحكومية أو إعاقتها لعمل الهيئة، أشار إلى أن ليس هناك ما يعيق عمل الهيئة، خصوصا أن التداخلات تأتي بنتائج إيجابية، إذ تعمل كل جهة بشكل مختلف عن الأخرى، ما يعني أن الهيئة تعمل كمنظومة متكاملة وبتنسيق كبير مع الوزارات والهيئات والجهات الحكومية، لإنجاز العمل على الوجه الأمثل. وعن تداخل وزارة الصحة أو الاختلاف معها في وجهات النظر فيما يخص الرقابة على الصيدليات، نفي الجضعي وجود أي اختلاف في وجهات النظر بين الجهتين، وعلى العكس من ذلك هناك تنسيق مستمر بين الجهتين، وقبل أسبوعين قام قطاع الدواء والأجهزة الطبية في الهيئة بجولة تفتيشية مشتركة مع وزارة الصحة على مراكز وعيادات التجميل والصيدليات، مؤكدا أن وجود وزارتي الصحة والتجارة يساعد الهيئة في الوصول إلى جهات متعددة، وهناك استجابة وتعاون مع العديد من الوزارات بشكل كبير. 660 جولة تفتيش أسبوعيا وأوضح الجضعي أن 30 مفتشا بالهيئة ينفذون نحو 660 جولة في الأسبوع الواحد، أي بمعدل 21 جولة لكل مفتش أسبوعيا، مشيرا إلى أن الهيئة تعتمد برنامجا ممنهجا لتوظيف الشبان والفتيات السعوديين. وهناك عدد من الموظفات المشاركات مع الهيئة في قطاع الأدوية، وهناك خطة للتوسع في توظيف النساء. وعن أسباب اختلاف سعر الدواء الواحد بين شركة مصنعة وأخرى، وأثر ذلك في فعاليته وجودته، يقول الجضعي: يحدث اختلاف السعر بسبب وجود الأدوية البديلة، وهي تحتوي على المادة الفعالة نفسها، إلا أنها تتميز برخص سعرها، لأسباب تتعلق بالبحث والتطوير، والهيئة معنية بالتأكد من جودة وفعالية هذه الأدوية، وفي حال ورود ملاحظات من المستهلك حول فعاليتها، تتدخل الهيئة فورا لمنع تداولها، لافتا إلى أن الهيئة رفعت متطلبات فسح الأدوية لتتوافق مع المتطلبات العالمية، مشيرا إلى وصول صناعة الأدوية المحلية إلى مستويات عالمية، ما مكنها من التسويق لبعض الدول الأوروبية وأمريكا، وذلك بسبب حسن سمعتها، ما يعني أن رقابة الهيئة رفعت قيمة الدواء السعودي حول العالم. وفيما يخص الأدوية المغشوشة، وكيفية ضبطها، أكد الجضعي أن الهيئة لديها برنامج لكشف الأدوية المغشوشة عبر جهاز «ترو سكاي»، يفحص الدواء ويتأكد من مكوناته، في المنفذ أو الموقع مباشرة، مطمئنا المستهلك بأن الأدوية لا تدخل المملكة أو تصنع إلا بموافقة مسجلة من الهيئة، وقلما نجد أدوية مغشوشة، وفي حال وجودها تتعامل معها الهيئة بشكل مباشر. 24 ساعة للفسح الشخصي وعن كيفية الحصول على فسح شخصي للمكملات الغذائية أو مستحضرات التجميل، أشار إلى أن موقع الهيئة يحتوي على نموذج خاص بالفسح الشخصي، الذي يمنح خلال 24 ساعة، مستدركا: لكن الهيئة تدقق بشكل أكبر على المستحضرات المستوردة للاستخدام التجاري، لافتا إلى أن الهيئة سعرت المكملات الغذائية خلال الفترة الماضية، لتكون متوفرة في الأسواق بالأسعار المعتمدة، وبإمكان المستهلك التأكد من أسعارها عبر تطبيق على الجوال. أما عن مشكلات سوء تخزين المنتجات الغذائية، ما يعرضها للفساد، أوضح أن الهيئة لديها لوائح خاصة بقطاع التجزئة، تحتوي على ضوابط لنقل المنتجات وتخزينها، بمشاركة الجهات المعنية. أما عن دور الهيئة في مراقبة مشاهير السوشيال ميديا من مروجي المنتجات المغشوشة على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد الجضعي أن الهيئة تتابع بشكل كثيف كل ما يطرح على السوشيال ميديا، وتعمل حثيثا على ضبطها، إضافة إلى استقبال الهيئة للبلاغات على الرقم 1999، وتطبيق الهيئة على الجوال، إذ يحتوي على خانة لتقديم البلاغ، مدعم بالصور إن أمكن، ومن ثم يتم التعامل معه بشكل عاجل لاتخاذ الإجراءات بحقه. 2000 منشأة تحت الرقابة وأشار الجضعي إلى أن فرق التفتيش في الهيئة تنفذ جولات تفتيشية على نحو 2000 منشأة داخل مكةالمكرمة والمدينة المنورة، ضمنها 200 مطبخ مركزي منوط بها إعداد عشرات الآلاف من الوجبات للحجيج، إضافة إلى عدد من مصانع الأغذية، ومحلات الوجبات السريعة، والبوفيهات والمطاعم، للتأكد من التزام هذه المطابخ بالاشتراطات الصحية بالتنسيق مع مفتشي البلديات في العاصمة المقدسة والمدينة المنورة، إذ إن الهيئة لديها سلطة الإغلاق ومتابعة تنفيذ التعليمات ما بعد الإغلاق، مشيرا إلى أن وجود فرق الهيئة خلال الحج يأتي لدعم الأمانات، والجولات مستمرة على مصانع الأدوية والمياه أيضا قبل الحج وأثناءه وبعده. وعن خطط الهيئة فيما يخص تصنيع الدواء محليا، للحيولة دون ارتفاع الأسعار، قال: حمل برنامج التحول الوطني خطة لزيادة صناعة الأدوية داخل المملكة من 20% إلى 40%، وفي الحقيقة هناك مبادرات كثيرة بالتعاون مع وزارة الطاقة والصناعة وهيئة الاستثمار، وهناك بالفعل بعض المصانع تحت الإنشاء في الوقت الحالي، وهناك مصانع تنتج بالفعل سواء محلية أو أجنبية، والمنتظر التوسع الكبير في هذا المجال، إذ تتيح الهيئة فرصة أكبر للمصنع المحلي، ونعكف على فتح مركز لدعم الصناعة المحلية، ونقدم استشارات لكيفية صناعة مصنع حتى لا تتعثر هذه المشاريع، وهناك تحسن كبير في زيادة التصنيع، وحددنا قائمة للأدوية المطلوب توفيرها في المملكة، واجتمعنا مع المصنعين المحليين وطرحنا عليهم القائمة، وأبدوا تجاوبا لتصنيعها محليا. ما يوفر الدواء الفعال والآمن بسعر مناسب. لائحة فنية للمقاصف المدرسية أما عن عدد فروع الهيئة، قال: تغطي الهيئة نحو 16 منفذا وأربعة فروع بما لا يقل عن 500 موظف، مشيرا إلى أن ميناء جدة يعد أكبر منفذ في المملكة يرد عن طريقه إرساليات الغذاء والدواء. كما تعمل الهيئة بمشاركة وزارة الشؤون البلدية والتجارة لمتابعة محلات العطارة، خصوصا تلك التي تبيع أعشابا، وتنفذ الهيئة جولات تفتيشية للتأكد من عدم مخالفاتها، وضمان تسجيل كل الأعشاب، ومنع الضار منها أو غير المسجل، إضافة إلى إطلاق الهيئة حملات توعوية مادة إعلامية للمستهلك لتحذيره من المنتجات الضارة. وفي ما يخص الأغذية المباعة في المقاصف المدرسية، فقد وضعت الهيئة لائحة فنية للأغذية والمنتجات الواجب بيعها في المقاصف، وذلك بالتواصل مع وزارة التعليم للمساندة والمشاركة الفعلية. 700 ألف متابع لحساب الهيئة ومضى الجضعي يقول: تعتمد الهيئة خطة توعوية إلكترونية مكثفة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ما رفع عدد المتابعين لحسابات الهيئة إلى 700 ألف متابع، وتستهدف الهيئة بشكل أساسي قطاع الشركات والقطاع الخاص للتوعية بالاشتراطات والمتطلبات، لافتا إلى إنشاء حساب خاص بالقطاع الخاص لتوعية المستثمرين في هذا القطاع. كما تعكف الهيئة على وضع خطة لتوعية المستهلك بمخاطر الأغذية والدواء ومستحضرات التجميل، إضافة إلى مشروع توعية يهتم بالغذاء الصحي للحد من ارتفاع معدل الإصابة بالسكري، والكوليسترول والدهون. كما تعمل الهيئة على تنفيذ مشروع للأغذية على شكل إشارة المرور: (الأخضر صحي، والأصفر أقل صحيا، والأحمر غير صحي). يذكر أن الهيئة عرضت فيلما تسجيليا عن أعمالها في مراقبة الغذاء والدواء لتعزيز الصحة في المملكة، وتسخير كل جهودها لبناء جهاز فعال لمتابعة المنتجات المصنعة محليا أو عالميا وفقا للمعايير المعتمدة. سعيا منها لتصبح قائدة في مجالها محليا وإقليما، وامتداد دورها في حماية المستهلك ومنع ما يضره، والمساهمة في التأكد من سلامة عمل الأجهزة والمنتجات الطبية، من خلال لجان رقابية تعمل على تحقيق أعلى مستويات السلامة والجودة عبر الأجهزة المتقدمة لتحليل المواد المحلية والمستوردة قبل الفسح بتداولها في مناطق المملكة. كما تنشر الأنظمة والتعليمات على موقعها الإلكتروني لتمكين المستفيدين من الحصول عليها بكل سهولة. ضيوف المنتدى: -الرئيس التنفيذي لهيئة الغذاء والدواء الدكتور هشام الجضعي - نائب الرئيس لقطاع الغذاء الدكتور محمد الناصر -المدير التنفيذي للفروع عبدالله الرويتع -المدير التنفيذي للتفتيش وإنفاذ الأنظمة عبدالله الرشيد - مدير عام فرع الهيئة بمنطقة مكةالمكرمة ياسر سكتاوي