نعم للاعبي الأخضر في يوم انتظارهم في ليلة الاستماع إلى حوارهم الكروي والاستمتاع بما ينثرونه على ملعب المواجهة المنتظرة. لهم في يوم انتصارهم المؤزر وإعلان استمرارهم في مشوار الترشح لمونديال 2018. لهم نقول: اليوم.. نحن بحاجة لاستثمار كل نقطة عرق. واعتصار كل جهد للخروج بنقاط الفوز واستغلال كل خبرة لكم لوضع القدم الأولى على العشب الروسي. قبل اكتمال بدر الفرح باصطياد منتخب الكوميكاز في المواجهة الحاسمة يوم الثلاثاء القادم بالجوهرة. ...... لاعبو الأخضر.. أنتم دون غيركم معنيون بما نريد وبما يريد وطننا وكل من يعشق الأخضر. لا شيء يهم غير الفوز ولا رغبة تخالج المشاعر سوى الانتصار. عليكم اليوم أن تتذكروا أن كل ثانية تمر من ساعة الحكم تعنينا بل تقلبنا على جمر الانتظار. وكل دقيقة تمضي تعيد الأمل فينا.. سنوات مضت عندما كان الأخضر موقدا للفرح، وكان كبير آسيا يرفض تأجيل احتفالات عشاقه، واليوم دوركم لتفعلوا ذلك. سنوات رائعة مضت أعقبتها سنوات جفاف لم يكن فيها الحظ حليفنا أو أنه داهمنا فتوارينا قسرا خلف ذلك الغياب الموجع. اليوم تحديدا.. لا شيء يباعد بيننا وبين المونديال هذه المرة فرصتنا بأيدينا.. بل بأيديكم. بل فرصة تاريخية لتخليد جيل رياضي جديد في تاريخ الوطن، فرصة لكم أنتم أن تتذكركم الأجيال، إذ لا شيء يعادل الإنجاز ولا شيء يساوي أن تحفر الأسماء في الذاكرة. اليوم لكم أن تفعلوا ذلك.. فحينما يعزف نشيد الوطن ستكون لحظة فارقة في التاريخ، وقتها تذكروا أسامة وزملاءه أن وطنا كبيرا ينتظركم انتظار الأم لغائبها. تذكروا أن جيلا جديدا اقتات على مائدة الذكريات يتمنى اليوم أن يستطعم إنجاز التأهل طازجا، بل أن يشاهده رؤى العين. وهي مهمتكم دون غيركم.. ...... يقول أحد أساطير الكرة البرازيلية في أوج عنفوانها: حينما كنت أقف على عشب «الماركانا» ويعزف نشيدنا الوطني وسط ذلك الزئير ينتابني شعور غريب ترتج معه دواخلي، فثمة مهمة وطنية تنتظرني. علي أن أنجزها لأجل كل هؤلاء. ويقول الكاتب الأورجواني الشهير ادواردو غاليانو «كرة القدم هي احتفال للعيون». واليوم هي أيضا مشروع احتفاء الوطن بالاقتراب من نقطة القمة واستعادة الزعامة الغائبة. فالفوز مطلب وضرورة.. وليس ترفا. ومن المهم أن يتذكر صقورنا الخضر وهم يلجون بوابة ملعب هزاع بن زايد أنهم يقصون شريط بداية جديدة مع محبيهم وهم تعداد مواطني هذا البلد. وأن يواصلوا سرد حكاية زعامة ظل الأخضر بطلها وفارسها عقودا عديدة.. اليوم يجب أن يستأنف البطل مشواره.. ويجب أن يكون في عز بهائه وتوهجه ونحن في عز انتظارنا له.. ليعانق الانتصار ويعود بالفوز لإكمال مسيرة الفرح نحو المونديال.