تستند قرية عويرة بمحافظة المندق في منطقة الباحة على تاريخ إنساني عبق بروح الأصالة، وتضافرت جهود شبابها لوضعها في مصاف القرى المميزة عبر نشاط اجتماعي على مدى العام يهدف إلى الحفاظ على الهوية القروية العتيقة والانفتاح على فضاء وطني متجدد، وإحياء الموروث في ذاكرة الأجيال، ووضعهم رأي العين أمام مشاهد تلاحم القرويين وتعاونهم في كل شؤونهم اليومية. أمس الأول كانت عويرة تخصص يوماً كرنفالياً معتّقاً في حضن الريحان والكادي ومضمخاً بالحناء، إذ توافد أكثر من 500 إنسان عند السادسة من صباح السبت إلى مساريب البيوت الحجرية وفرشوا الزوالي وأعدوا طعام إفطار شعبي يتكون من الدغابيس والمعرق والسمن، أعقب ذلك جلسة للذكريات القديمة وسوالف الماضي على لسان علي بن جعفر (100 عام)، ومارس مجموعة من كبار السن لعبة «الكبابة» ولعبة «القطرة»، وعند الساعة 11 جيء بعجل سمين وتم ذبحه على الطريقة القديمة بتعاون الجميع، وفرشت البسط لتقطيعه ونظمه في طفي ووضعه في القدور، وأقيمت العرضة حتى أذان الظهر، ليتم تناول الغداء جماعيا، وشاركت السيدات بأكثر من 19 خبزة ملّة. وبعد العصر مباشرة انقسم الجماعة إلى ضيوف ومضيفة، ليتسنى للضيوف الدخول بعرضة، بدع الشاعر بيتين ليشيلها الصف، ويتجهون للمكان المخصص للعرضة حتى مغرب اليوم. وعدّ الشاب علي سعد توجه قريته إلى هذا التأصيل مبادرة نحو تجسير المسافات والمشاعر بين الأحفاد والأجداد، موضحاً أن المنظمين اعتمدوا الرابع من ذي الحجة ليكون يوماً كرنفالياً لإحياء الموروث.