قال المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة : إن المملكة العربية السعودية ممثلة بمركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية والإنسانية قدمت يد الخير والعون للمنكوبين في العالم بغض النظر عن أي اعتبار لدين أو عرق أو لون، مبينًا أن نسبة المساعدات الإنمائية الرسمية للمملكة من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2014 م بلغت نسبة 1.9 % فيما كانت النسبة التي قررتها الأممالمتحدة على الدول 0.70 % وذلك حسب إحصائيات منظمة UNDP، كما استضافت المملكة اليمنيين والسوريين بكل ترحاب جراء ما أصاب بلديهما من أزمات. وأشار إلى أن إجمالي المشروعات في الدول كافة بلغت 231 مشروعًا في 38 دولة بمبلغ إجمالي قدره 761.931.379 دولارًا أمريكيًا، مضيفًا أن من هذه الدول اليمن و سورية وميانمار والصومال وبوركينا فاسو وكازاخستان وموريتانيا وطاجكستان والعراق وفلسطين وأثيوبيا والعديد من الدول الأخرى. جاء ذلك في ندوة بعنوان "شركاء من أجل سلام مستدام في اليمن" عقدت أمس (الأإثنين) بمقر الأممالمتحدة في نيويورك بمشاركة مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة عبدالله بن يحيى المعلمي وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد سعيد آل جابر ونائب رئيس الوزارء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي ووزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة في اليمن عبدالرقيب فتح ومندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة السفير خالد اليماني ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ. وعن الوضع الإنساني في اليمن أشار المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة إلى أن عدد السكان اليمنيين بلغ 27.4 مليون نسمة، منهم 20.7 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية و البقية بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية، وأن عدد النازحين داخليًا ( والعائدين ) بلغ 3.11 مليون شخص حسب تقرير مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الصادر في 16 يوليو 2017 م. وبين الربيعة أن المملكة قد لبت نداء الأممالمتحدة العاجل في ابريل 2015 م وتعهدت بكامل مبلغ النداء 274 مليون دولارًا أمريكيًا، كما تعهدت في مؤتمر المانحين لليمن في جنيف 25 أبريل 2017 بمبلغ قدره 150 مليون دولار، وخلال الفترة من يناير حتى 10 أغسطس 2017 قدمت مبلغاً إجماليا قدره 221,7 مليون دولار لدعم برنامج مكافحة الكوليرا في اليمن إضافة إلى 66,7 مليون دولار قدمتها المملكة استجابة لنداء منظمة الصحة العالمية ونداء اليونيسيف لمكافحة وباء الكوليرا في اليمن. وأن إجمالي الاحتياج لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2017 م في اليمن هو 2,3 مليار دولار، حيث تلقت الأممالمتحدة حتى 15 أغسطس 2017 مبلغ 912,2 مليون دولار بنسبة ( 39 % ) . وأبرز الربيعة إنجازات مركز الملك سلمان للإغاثة والإعمال الإنسانية في اليمن حيث تلقى 4.3 مليون شخص المساعدات من إجمالي المستهدفين البالغ عددهم 11,9 مليون شخص، وأن 2.5 شخص يتلقى شهريًا المساعدات من برنامج الأغذية العالمي بتمويل من المركز حسب إحصاءات مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وأفاد المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة أنه من شهر أبريل 2015 إلى شهر أغسطس 2017 بلغ إجمالي المساعدات السعودية المقدمة لليمن 8,27 مليار دولار، فيما بلغ إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة لليمن 911.931.379 مليون دولار، وبلغ إجمالي المساعدات المقدمة إلى الزائرين اليمنيين داخل المملكة 1.130.186.557 مليار دولار، وبلغ إجمالي المساعدات الإنمائية المقدمة إلى اليمن 2.950.000.000 ، فيما بلغ إجمالي المساعدات الحكومية الثنائية 2.275.718.347 مليار دولار، فيما بلغ إجمالي المبلغ المقدم إلى البنك المركزي اليمني مليار دولار أمريكي. وذكر أن عدد المشروعات التي قدمت في اليمن من عام 2015 م إلى عام 2017 م بلغ 153 مشروعًا بمبلغ 629.538.833 مليون دولار، روعي فيها القانون الدولي الإنساني وعدم التحيز، فيما بلغ عدد الشركاء من الأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية 86 شريكًا، موضحًا أنه تم دعم قطاع المشروعات الإنسانية وقطاع مشروعات الأمن الغذائي والإيواء وقطاع مشروعات المساعدات الطبية. واستعرض إنجازات المركز من شهر مايو 2015 إلى 2017 في قطاع مشروعات الأمن الغذائي والإيواء في اليمن من خلال 27 شريكًا إقليميًا ودوليًا بمبلغ 254,183,884 دولارًا أمريكيًا من خلال 59 مشروعًا استفاد منها 22.114.474 محتاجًا في محافظاتعدن، ولحج، وأبين، والضالع، ومأرب، وتعز، وشبوة، وسيئون، وحضرموت، وإب، والجوف، وصنعاء، والمهرة، وعتق، وصعده، وطلحة، وعين، وبيحان. وفي قطاع التعليم والحماية و التعافي المبكر أوضح الربيعة أنه من خلال 13 شريكًا إقليميًا ودوليًا تم تنفيذ 18 مشروعًا ل 3,915,336 مستفيد بمبلغ وقدره 78,846,277 دولارًا أمريكيًا. وفي قطاع مشروعات المساعدات الطبية والتغذية والمياه والإصحاح البيئي تم تنفيذ 66 مشروعًا استفاد منها 72,629,287 محتاجًا وتم إعادة تأهيل ودعم 103 منشآت صحية من خلال 43 شريكًا إقليميًا ودوليًا بمبلغ قدره 239,997,702 دولارًا أمريكيًا. وتابع المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أنه في قطاع الاتصالات في حالات الطوارئ والخدمات اللوجستية ودعم وتنسيق العمليات الإنسانية نفذت 10 مشروعات استفاد منها 15,112 محتاجًا من خلال 3 شركاء إقليميين ودوليين بمبلغ وقدره 56,510,970 دولارًا أمريكيًا. وأضاف أن عدد اليمنيين الزائرين (اللاجئين) داخل المملكة بلغ مليون يمني مكث منهم 603.833 فرد قدمت لهم الخدمات الاجتماعية و الصحية والتعليمية مع تمكينهم من الحصول على الفرص الوظيفية، وأنه بين عامي 2015 - 2016 تم في مجال قطاع المشروعات الإنسانية الأخرى تنفيذ أربعة مشروعات لنقل العالقين اليمنيين في العديد من الدول إثيوبيا، ومصر، والهند، وعمان، وجيبوتي، وأديس أبابا، والسودان، واليابان، والإمارات العربية المتحدة بتكلفة إجمالية قدرها 20,478,327 دولارًا. وأكد الربيعة استجابة المملكة لنداء منظمة الصحة العالمية واليونيسف بمبلغ 66,7 مليون دولار لمكافحة وباء الكوليرا بتوجيه كريم من نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حيث قدمت المملكة مبلغ 33،700,000 دولارًا أمريكيًا لمنظمة الصحة العالمية، و33,000,000 دولارًا أمريكيًا لمنظمة اليونيسف، مفيدًا أنه وفي دعم مباشر تم تقديم مبلغ 8,224,299 دولارًا أمريكيًا لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة الوباء، و 1,2 مليون دولار أمريكي للمستلزمات الطبية والأدوية، إذ بلغ إجمالي مساهمة المركز لمكافحة الوباء 76,124,299 دولارًا أمريكيًا. وقال المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية : إن المركز أرسل من عام 2015 إلى عام 2017 م جسرًا جويًا من 20 طائرة تحمل على متنها 200 طن من المواد الغذائية والطبية، وعن طريق القوافل البحرية تم إرسال سفينتين هما درب الخير والنوى إكسبريس تحملان على متنيهما 8040 طنًا تشتمل على التمور و المواد الطبية والسلال الغذائية، ومن خلال القوافل البرية تم إرسال 1,893 شاحنة تحمل أكثر من 37,078 طنًا من المواد الغذائية والطبية، مبينًا أن من البرامج النوعية المهمة التي نفذها المركز بالتعاون مع دول التحالف العربي هي عملية الإسقاط الجوي ل 85 طن من المواد الغذائية والطبية على تعز. وتطرق للعديد من التحديات التي صادفت المركز في العمل الإنساني في اليمن قبل عام 2014 مثل تفشي الفقر وقلة مصادر الدخل حيث تُعد اليمن أفقر دولة في الشرق الأوسط ، ففي إحصائية لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن أن 54 في المئة من اليمنيين تحت خط الفقر، وفي إحصائية لبرنامج الأغذية العالمي أن 40 في المئة من سكان اليمن يُعانون من انعدام الأمن الغذائي في العام ذاته، وأيضًا في العام 2014 م بلغ معدل سوء التغذية لدى الأطفال 45 في المئة لمن هم أصغر من سن الخامسة، إلى جانب ضعف البنية التحتية وانعدام الاستقرار وانتهاك الحقوق والنزوح ومحدودية توفر الخدمات ومصادر الدخل في مناطق العائدين، حيث يُعاني 31.1 مليون شخص من عدم توفر خدمات المياه والإصحاح البيئي و 8.6 مليون شخص من محدودية توفر خدمات الرعاية الصحية و 10.5 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي. واستعرض الربيعة المعوقات الكبيرة كالحصار الذي تضربه يعلى العديد من المناطق حيث تمنع وتستولي على العديد من المساعدات. وعرّج على حوادث الاستيلاء والنهب من قبل الميليشيات الحوثية من عام 2015 م حتى 2017 م حيث بلغت 65 سفينة مساعدات و 124 قافلة إغاثية و 628 شاحنة مساعدات إضافة إلى 5500 سلة غذائية و 6000 كيس من دقيق القمح، مضيفًا أن المليشيات الحوثية قامت باعتداءات وانتهاكات على المنظمات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية والعاملين فيها في الفترة من 2015 م حتى 2017 م، في مدن صنعاء، وتعز، وحجة، والحديدة ، وإب، وعدن، وقامت بعمليات قتل وخطف وإغلاق المنافذ، وفرض إغلاق المكاتب ونهبها . ودعا المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة في الختام إلى دعم الجهود الإنسانية والإغاثية في اليمن، وإيجاد ضغط دولي على الميليشيات الحوثية لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها. وفي ختام الندوة أجاب الدكتور عبدالله الربيعة والمشاركون على أسئلة الحضور واستفساراتهم.